(قنا24 – بلومبرغ)
بعد عامين أمضاهما في مكافحة قطاع يقول إنه موبوء بالغش والاحتيال، يرغب رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية غاري غينسلر في أن يتحول عن التطرق إلى العملات المشفرة ليسلّط الضوء على تقنية أخرى تحتلّ اهتمام قطاع المال، هي الذكاء الاصطناعي.
يعتقد رئيس الهيئة الناظمة الأهمّ في “وول ستريت” أن هذه التقنية تستحقّ الضجة المثارة حولها، بعكس العملات الرقمية والرموز غير القابلة للاستبدال، فقد وصفها بأنها “التقنية الأقدر على إحداث نقلة في هذا الجيل. في ذلك غاية تُبتغى، فلنرجئ الحديث عن التشفير… نحن نأخذ كثيراً مما يضطلع به الناس يومياً لنؤتمته”.
قد يكون للأتمتة واسعة النطاق آثار متتالية على ما قيمته تريليونات الدولارات من الأصول المطروحة للتداول في الأسواق المالية تحت إشراف لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية. كما قد يكون لما يأتي به الذكاء الاصطناعي من تزكيات ونصائح استثمارية وتوصيات، القدرة على تغيير قطاع التمويل جذرياً.
صحيح أن تلك التطبيقات تستطيع مساعدة الشركات على تقديم خدمة أفضل لعملائها، لكن غيسلر يحذّر من إمكانية استغلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إن تُركت بلا رقابة. للتعمية عن المسؤولية حين تقع اخفاقات.
لدى غينسلر خبرة كبيرة في مجال التقنية بعكس معظم المسؤولين في واشنطن. قال رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات إنه بدأ يفكر بالذكاء الاصطناعي للمرة لأولى عندما هزم الحاسوب العملاق “ديب بلو” (Deep Blue)، الذي طورته شركة “أي بي إم”، بطل العالم للشطرنج غاري كاسباروف في 1997. قال غينسلر، الذي كان عضواً في فريق الشطرنج في مدرسته الثانوية، إن هذا الإنجاز التقني بهره.
مسيرة حافلة
ترك غينسلر منصبه المربح شريكاً في بنك “غولدمان ساكس” بعد ذلك بقليل ليعمل لدى الحكومة. تصدّى رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية على مدى 15 عاماً تلت، عديداً من الكوارث التي ألمّت بالقطاع المالي بدءاً بفضيحة “إنرون” إلى الأزمة المالية العالمية التي حلّت خلال عمله لدى وزارة الخزانة في عهد بيل كلينتون، مروراً بعمله مساعداً للشؤون المالية لأعضاء في الكونغرس، وأخيراً بصفته رئيساً لأكبر هيئة ناظمة للمشتقات في إدارة أوباما.