قنا24 | وكالات
في ضربة كبيرة لصنّاع المحتوى السياسي، سيلاحظ مستخدمو تطبيق “إنستغرام” انخفاضًا كبيرًا بالمحتوى الذي تعتبره “ميتا” سياسيًا، في تغيير بدأته الشركة الأسبوع الماضي وينظر إليه بشكل كبير على أنه رقابة وسط عام انتخابي عالمي مهم.
فقد فرض التطبيق قيودًا تلقائية على كمية المحتوى السياسي الذي يظهر في حسابات مستخدميه، مع السماح بإعادة التحكم بالمحتوى المطلوب في الإعدادات.
ويأتي ذلك، بينما تواجه “ميتا” لا سيما من خلال تطبيقها “إنستغرام” انتقادات كبيرة مؤخرًا بسبب فرض رقابة على المحتوى المتعلق بالعدوان الإسرائيلي على غزة، بينما تتهم أيضًا بأن خوارزميتها غذّت الاستقطاب السياسي في جميع أنحاء العالم.
قيود جديدة في إنستغرام
وفي التفاصيل، فقد لاحظ المستخدمون هذه القيود الجديدة على المحتوى للمرة الأولى على المنصة في الأيام الأخيرة، في حين سبق وأعلنت “ميتا” عن خططها الجديدة لأول مرة في 9 فبراير/ شباط المنصرم.
وبحسب صحيفة “غارديان”، تم طرح التغيير في التحديث الجديد لتطبيق “إنستغرام” الأسبوع الماضي، وسيؤثر بالتالي تحديث تطبيقاتكم على المحتوى الذي يظهر في صفحة “استكشاف” و”توصيات”، و”ريلز”.
في المقابل، شدّدت الشركة على أن المستخدمين سيستمرون في رؤية المحتوى السياسي المنشور من قبل الحسابات التي يتابعونها بالفعل.
والشهر الفائت توجهت “ميتا” إلى مستخدمي إنستغرام بالقول، “إذا قررت متابعة الحسابات التي تنشر محتوى سياسيًا، فنحن لا نريد أن نقف بينك وبين منشوراتهم، لكننا لا نريد أيضًا أن نوصي بشكل استباقي بالمحتوى السياسي من الحسابات التي لا تتابعها”.
وبحسب ما كشف متحدث باسم “ميتا” لـ “غارديان”، من المقرر أن تطرح الشركة هذا التغيير على “فيسبوك” أيضًا في وقت لاحق
كيفية تجنّب القيود
وتصنّف “ميتا” ما تعتبره محتوى سياسي بأنه كل ما يتعلق بقوانين أو انتخابات أو غيرها، ولكنها لم تقدم معلومات أكثر تحديدًا حول ما هي المواضيع التي سيطالها التغيير الجديد.
ولتجنب القيود الجديدة، يتطلب التغيير الجديد من المستخدمين الدخول إلى إعداداتهم “لإعادة الاشتراك” في المحتوى السياسي، من خلال وضع ذلك ضمن تفضيلاتهم.
ويمكنكم القيام بذلك من خلال التوجه إلى على قائمة “الإعدادات والخصوصية” داخل التطبيق، ثم اختيار “تفضيلات المحتوى”، وبعدها “المحتوى السياسي”، ومن ثم اختيار “لا تحد”.
هذا التغيير الجديد سينطبق على “إنستغرام” و”ثريدز” على حدّ سواء، ويمكن للحسابات التي ترفقها “ميتا” بعلامة تحذيرية بأنها تنشر محتوى سياسي أن تستأنف للشركة ضد القرار الذي يمنع ظهورها في صفحة التوصيات والاستكشاف لدى المستخدمين، في حال كانت ترى هذه الحسابات أنه يتم تصنيفها بشكل خاطئ.
إزالة الحظر عن كلمة “شهيد”
وكان مجلس الرقابة المشرف على شركة “ميتا” المالكة لفيسبوك وإنستغرام، دعا في وقت سابق إلى إنهاء الحظر الشامل على المحتوى الذي يتضمن كلمة “شهيد”، مؤكدا أن الحظر بات “غير ضروري بل ويقيد حرية التعبير”.
جاء ذلك في بيان للمجلس، ردا على طلب الشركة بشأن ما “إذا كان يجب عليها الاستمرار في إزالة المحتوى الذي يستخدم كلمة شهيد بموجب سياسة الشركة بخصوص المنظمات والأفراد الخطرين”.
وذكر المجلس: “إن نهج ميتا في إدارة المحتوى الذي يشير فيه أن استخدام عبارة شهيد يتعلق بالأشخاص الذين تم تعريفهم بأنهم خطرين، لا يتناسب مع حرية التعبير”.
وحثّ المجلس الشركة على “إنهاء حظرها الشامل على استخدام كلمة شهيد، وتعديل سياستها لإجراء تحليل أكثر ملاءمة لسياق المحتوى الذي يشمل الكلمة”.
وأوضح أن “كلمة شهيد تستخدم أيضا للإشارة إلى الأفراد الذين يموتون أثناء خدمة وطنهم، أو في سبيل قضيتهم، أو ضحايا عنف اجتماعي وسياسي أو مأساة طبيعية، وفي بعض المجتمعات الإسلامية تستخدم الكلمة اسما ولقبا”.
وأضاف أن “هناك سببا قويا للاعتقاد بأن المعاني المتعددة لكلمة شهيد تؤدي إلى إزالة كمية كبيرة من المحتوى الذي لا يقصد منه الثناء على الإرهابيين أو أعمالهم العنيفة”.
ومن المتوقع أن تدرس ميتا توصية اللجنة وتنشر قرارها خلال 60 يوما.