قنا24 | خاص
تتزين المملكة العربية السعودية اليوم , بالاحتفال باليوم الوطني الـ94, وذلك من خلال حفلات موسيقية ضخمة، وعروضا ضوئية ومهرجانات في مختلف مناطق البلاد.
ويشارك في هذه الاحتفالات فنانون كبار وتتضمن العديد من الأنشطة الترفيهية والعروض التقليدية مثل رقصة العرضة الشهيرة.
وكانت العرضة وسيلة التجهيز للحرب، إذ يقوم القائد باستعراض جنوده للتأكد من الجاهزية الكاملة لخوض غمار المعركة، ورفع الروح المعنوية للمقاتلين، في أداء مهيب متزن يثير العزائم ويحيي في النفوس مشاعر الشجاعة، ولاسيما شجاعة الفرسان، ولها حضور بعد عودة الجنود منتصرين.
وتمتاز العرضة السعودية بالهيبة والوقار، ترتب صفوفها، وترفع الراية والسيوف، مشكلة مشهدا بصريا جميلا متمثلا في وحدة الزي، وتختتم بـ”الزمية” (تحت بيرق سيدي سمعا وطاعة)، ومن أركانها، (البيرق، المحورب، الصفوف، القصيدة والملقن، الطبول، سبحة الدير، السلاح، أزياء العرضة، الزمية).
وتنقسم العرضة في أدائها إلى مجموعتين، الأولى تمثل منشدي قصائد الحرب، والثانية مجموعة حملة الطبول، حيث يتوسط حامل العلم صفوف المجموعتين ليبدأ منشدو القصائد في أداء الأبيات وترديدها، يليها الأداء مع قرع الطبول لترتفع السيوف.
احتفالات تقليدية
وتبدأ رقصة العرضة السعودية بالحوربة أو الشوباش وهي مرحلة الإعلان عن بدء العرضة عن طريق شاعر يمتلك صوتا جهوريا يردد شطرا من الأبيات الشعرية الحماسية ينادي فيه العارضين ليجتمعوا في صفين متقابلين ويكون متوسط عددهم من 40 إلى 50 عارضا، ويكون الصف متزنا لا يسوده أي خلل، متماسكين بأيدي بعضهم بعضا، وقد يكون الصف على شكل دائرة يمسك كل عارض منهم بيد الآخر، ويردد كل صف مجتمعين شطر البيت أو البيت كاملا.
ويتبع أهل الصفوف نظاما موحدا، فعند تلقي أهل الصف البيت الأول من القصيدة، يبدؤون بما يعرف بـ”النزر” وهو الميلان للجهة اليمنى، والجهة اليسرى دون تراقص، وعندما يلقي الشاعر الشطر الثاني من القصيدة، يبدأ قرع الطبول، فيبدأ أهل الصف في التمايل يمنة ويسرى على شكل اهتزاز بثني الركبة يمينا ثم ثنيها يسارا.
حركات متناسقة
ويستخدم في العرضة نوعان من الطبول، هما الكبيرة “التخمير”، والصغيرة “التثليث”، وتقرع بعصا معقوفة من طرفها، وتغلف الطبول من الوجهين بجلد البعير، ويكسى الإطار بقطعة من القماش، وتُزين بخيوط ملونة تكسبها جمالا، في حين يؤدي قارعو الطبول الصغيرة حركات متناسقة يرفعون فيها الطبول باليد اليسرى ثم ينزلونها إلى الأسفل وإلى الأمام مع القفز إلى أعلى قفزتين متتاليتين ثم الجلوس جلسة القرفصاء، فالوقوف، ويحركون أجسامهم يسارا ويمينا مع رفع القدمين وثني الركبتين.
وكان الفارس يشارك في أداء عرضة الخيل من خلال عرضه على صهوات الجياد، وتسمى “بالحدوة” ويعود اسمها في الأصل إلى حداء الخيل، حيث ينفرد الفارس في بدء تلك العرضة، يحدو على صهوة جواده بهدف تعريف نفسه، متجاذبا الأصوات مع الفرسان الآخرين بفخر وحماسة، ويطلق عليه “الحادي” ثم ينضم بعد ذلك إلى صفوف العرضة ويشاركهم وهو على صهوة جواده.
وللعرضة السعودية لباس تقليدي خاص يتميز بالألوان البراقة، واستخدام أساليب فنون التطريز، مثل لباس الدقلة والسديري والزبون والشلحات (الثوب الفضاض بالأكمام الواسعة)، والبشت والصاية والجوخة والقرملية (لباس أهل الطبول)، وفي الغالب يضاف إليها السيف أو البندقية.
وتجلى ذلك الاهتمام بالتراث في إدراج العرضة السعودية في ديسمبر 2015 على قائمة منظمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي (الشفوي)، وتأسيس المركز الوطني للعرضة السعودية عام 2017 ليكون بيتا للفنون الشعبية الخاصة بلون العرضة في المملكة السعودية.
الرياض تتزين بالأخضر
اكتسى مبنى وزارة الداخلية في الرياض، الذي يعد من أبرز معالم العاصمة لما يتميز به من تصميم هندسي جذاب ومميز، باللون الأخضر ابتهاجًا بمناسبة ذكرى اليوم الوطني الـ(94) للمملكة.
وتشارك وزارة الداخلية في احتفالات اليوم الوطني للمملكة الـ94 بفعاليات ومعارض وعروض عسكرية في المناطق والمدن والمحافظات، احتفاءً بهذه المناسبة التي تمثل استذكارًا لماضٍ مجيد وتضحيات بطولية واستشعارًا لحاضرٍ آمن في وطن مزدهر.