قنا24 || تعز – خاص
«يجرد الإنسان من آدميته وينتزع منه كل ما له صلة بالمفاهيم الإنسانية، لمجرد أن يزج به إلى غياهب الحبس الرهيب، فينكمش خلف الظلام، إلى أجل غير معلوم النهاية»..
عرضت قناة الحدث السعودية الإخبارية ، اليوم الأربعاء مشاهد مروعة من داخل سجن تديره القوات الحكومية جنوبي محافظة تعز.
وتضمت المشاهد عرضا صامتا لأروقة السجن المظلمة ذات الجدران الحجرية المتسخة، وغرف مؤصدة بقضبان حديدية تعاقبت عليها سنون الدهر القاسية لنزلاء ذلك القبو الموحش، الذي تديره قوة عسكرية حكومية في منطقة التربة جنوبي محافظة تعز.
الى ذلك، أكدت شرطة تعز ، في ديسمبر من العام 2022، أنه لا يوجد أي اعتماد لنفقات تشغيلية لسجن الشبكة بمدينة التربة بما فيها تغذية النزلاء.
وأضافت الشرطة في بيانها، الذي نشره مركز الإعلام الأمني في حينه، أن المدير العام للشرطة سبق وان نفذ عدة زيارات لسجن الشبكة واطلع على معاناة السجناء واوضاعهم.
وأشارت أن المدير العام للشرطة، حرر العديد من المذكرات إلى قيادة وزارة الداخلية والسلطة المحلية في المحافظة لتحمل مسؤوليتهم في إعادة تأهيل وتوفير الاحتياجات اللازمة لنزلاء السجن، إلا أن كل هذه المطالبات لم تحظى بالاهتمام اللازم.
وأوضحت ، أن عدم بت القضاء بالقضايا شكل عبئا مضاعفا للشرطة وادى في ازدحام السجون وزيادة معاناة السجناء.
وتزداد المأساة تفاقماً مع موسم الأمطار وانتشار الأوبئة،، وتهالك المبنى الذي يزيد العدد الحالي فيه عن الطاقة الاستيعابية له بأربعة أضعاف.
وقد شيد سجن التربة في زمن الدولة العثمانية ، ومضى عليه أكثر من 120 عاما، وما يزال يستخدم إلى اليوم سجنا للقوات العسكرية المرابطة هناك بقيادة الجبولي وأمجد خالد.
وناشدت عدة منظمات محلية ودولية ووثقت كل ما يحويه من ظروف مأساوية ومجاعة وإهمال صارخ ، لا تليق ابدا بكرامة الإنسان ، مهما بلغ جرمه، غير انها لم تجد آذانا صاغية لتغيير وضعه المزري إلى الآن.
قنا24