(تقرير خاص – قنا24)
منذ اندلاع الحرب بين الجيش الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية منذ 7 أكتوبر الماضي، بدأت مليشيات الحوثي التابعة لإيران حملتها الدعائية لحشد الأتباع والمقاتلين في شمال اليمن تحت شعارات قتال إسرائيل والانتصار لسكان قطاع غزة الفلسطيني المحاصر.
مصادر محلية أكدت لموقع “قنا24” أن مليشيات الحوثي بدأت بترقيم مئات العناصر المسلحين في محافظات ذمار وإب وصنعاء والجوف وعمران ضمن حملة استقطاب واسعة منذ أسابيع استخدمت فيها المليشيات منابر المساجد والمدارس والجامعات ومجالس القات للتأثير على السكان.
وتدَّعي المليشيات التي تطلق ما يُعرف بـ “الصرخة” أنّها تخوض حربًا مع إسرائيل والولايات المتحدة بعد أن أعلنت خلال الأيام الماضية شن عدة هجمات على إسرائيل لم تحقق أي منها أي أضرار بشرية أو مادية، وتم إسقاطها في الجو من قبل الدفاعات الإسرائيلية.
الصورة: حشود قبلية حوثية في شمال اليمن تحت شعارات غزة وفلسطين
أسلوب قديم
تعتبر مليشيات الحوثي إحدى أكثر الجماعات المسلحة التي تستخدم الشعارات الدينية وقضايا الأمة العربية والإسلامية للتغرير بالأتباع وحشد واستقطاب المزيد منهم لاستخدامهم في صراعاتها الداخلية وأطماعها بالسيطرة على اليمن وتهديد المنقطة بأسرها.
ومنذ الوهلة الأولى لظهور هذه المليشيات المتطرفة، رسخ مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي هذه الاستراتيجية عبر إطلاق شعار “الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل”، وهو الشعار الذي ظل حبيس المنابر والشاشات ولم يتحقق منه شيء.
في المقابل، قتلت مليشيا الحوثيين عشرات الآلاف من اليمنين في حروبها لا سيما في الجنوب وهي تردد هذا الشعار على أبواب عدن ولحج والضالع وأبين ويافع منذ 2015 وحتّى الآن.
وإلى جانب هذا الشعار الدعائي، ركزت مليشيات الحوثي على قضية فلسطين التي يعتبرها العرب والمسلمون قضيتهم المركزية الأولى، وتحظى بدعم وتأييد وتعاطف مختلف الشعوب العربية والإسلامية.
واستفاد الحوثيون في هذا المسعى من أساليب إيران وأذرعها المسلحة الأخرى مثل حزب الله اللبناني وفيلق القدس الذي قاتل في سوريا والعراق ولم يطلق رصاصة واحدة في فلسطين.
الصورة: حشود قبلية حوثية في شمال اليمن تحت شعارات غزة وفلسطين
بيئة خصبة
يعتبر شمال اليمن بيئة خصبة لأفكار الحوثيين وحملتهم الدعائية لعدد من الأسباب والعوامل من بينها تفشي حالة الجهل والفقر والعصبية والاحتكام للقبيلة أكثر من النظام والدولة، وهي العوامل ذاتها التي ساعدت في حشد الشماليين لغزو الجنوب في 1994 وفي 2015 وحتى الآن.
علاوة على ذلك، تتصف مجتمعات الشمال لا سيما في صنعاء والمحافظات المجاورة لها بأنها مجتمعات ترضخ للقوي عبر التاريخ، وتقاتل إلى جانبه ما دامت تعيش تحت ظله وسطوته ورحمته، وهو ما أدركه الحوثيون بشكل قاطع عندما قتلوا الرئيس السابق علي عبد الله صالح في ديسمبر 2018.
أيضًا تلعب العوامل الأخرى مثل خضوع الرموز القبلية الشمالية التي يتبعها الكثير من السكان للحوثيين من أجل مصالح شخصية في كثير من الأحيان أو تحت وطأة التهديد والقوة.
حملة التجنيد
منذ أيام، استحدثت مليشيات الحوثي عددا من الكتائب والوحدات العسكرية الجديدة في محافظات الشمال لتجنيد عناصر جدد أغلبهم من الشباب والمراهقين المتحمسين للشعارات الدينية التي يروج لها الحوثيون.
مصدر عسكري رفص الإفصاح عن اسمه قال لقنا24 أمس الأربعاء إن قرابة 800 مقاتل جديد جندهم الحوثيون في محافظة إب وحدها، يخضعون حاليا لفترة تدريب مكثفة قبل الدفع بهم إلى جبهات العود ومريس وقعطبة في الضالع.
كما أفادت مصادر محلية بأن الحوثيين شكلوا لواء باسم لواء القدس في صنعاء قبل أيام بقوام 1500 جندي للمشاركة في عدد من الجبهات خلال الفترة القادمة مع تعثر المفاوضات السياسية وتلويح الحوثيين بعودة الحرب في اليمن.
وفي محافظة ذمار، أشرف القيادي الحوثي محمد البخيتي الذي ينتحل صفة محافظ ذمار لدى الجماعة على عمليات الاستقطاب والتجنيد بنفسه بحسب مصادر محلية في ذمار.
وشملت عمليات التجنيد والاستقطاب مئات المسلحين القبليين في محافظات الجوف وعمران وحجة بحسب المصادر المحلية.
الصورة: حشود قبلية حوثية في شمال اليمن تحت شعارات غزة وفلسطين
حرب جديدة
تشير أنشطة الحوثيين العسكرية مؤخرا لاستعداد المليشيات لشن حرب جديدة في اليمن بضوء أخضر من إيران. وقبل يومين، تسبب هجوم غادر نفذته المليشيات الحوثي بمقتل 11 جنديا من القوات الحكومية في جبهة الكسارة في مأرب.
كما دبرت مليشيات الحوثيين بشكل متزامن محاولة اغتيال فاشلة استهدفت رئيس هيئة الأركان اليمني صغير بن عزيز في الخط الدولي بمديرية الوادي في مأرب أيضًا، مما أدى لإصابة عدد من الجنود المرافقين له.
وقبل هذه الأحداث، نفذت المليشيات قرابة خمسين هجمة خلال 3 أشهر فقط في جبهات يافع والضالع وكرش في الجنوب. كما حاولت استهداف القوات الجنوبية في جبهة ثرة بأبين.
الصورة: تشييع 11 جنديا من القوات الحكومية في مأرب
وقبل أسابيع، أعلنت مليشيات الحوثي عن مبادرة لوقف الجبهات في تعز قدمها ما يسمى برئيس المجلس السياسي مهدي المشاط. وهي مبادرة اعتبرها خبراء محاولة لتحييد جبهات تعز والتفرغ لمأرب الغنية بالغاز ومحافظات الجنوب خلال الحرب القادمة المتوقعة.
وتأتي رغبة الحوثيين في عودة الحرب بعد تعثر المفاوضات السياسية مع السعودية برعاية سلطنة عمان، حيث كان الحوثيون يأملون الحصول على نسبة من الغاز والنفط في حضرموت وشبوة ومأرب مقابل اتفاق هدنة جديدة في اليمن.