قنا24 | النقب
كشف موقع “إنترسبت” الأمريكي عن وجود قاعدة عسكرية أمريكية سرية فوق جبل يُسمى “هار كيرين” بصحراء النقب جنوب إسرائيل، قائلاً إن واشنطن تقوم حالياً بتوسيعها بهدوء، فيما يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على قطاع غزة لليوم الـ23 على التوالي، التي أسفرت عن استشهاد أكثر من 8 آلاف فلسطيني جلهم من النساء والأطفال.
وأوضح الموقع في تقرير كتبه كلين كليبنشتاين ودانيال بوغسلاف، بحسب موقع الجزيرة نت، اليوم الأحد، أن الوثائق الحكومية الأمريكية التي تشير إلى بناء هذه القاعدة تقدم تلميحات نادرة عن وجود عسكري أمريكي بالقرب من قطاع غزة (يبعد جبل هاركين نحو 32 كيلومتراً عن حدود غزة).
وأضاف التقرير أنه، وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي جو بايدن والبيت الأبيض يصران على أنه لا توجد خطط لإرسال قوات أمريكية إلى إسرائيل وسط حربها على حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، فإن الوجود العسكري الأمريكي السري في إسرائيل قائم بالفعل. وتظهر العقود الحكومية ووثائق الميزانية أنها تنمو بشكل واضح.
وقال التقرير إن -وقبل شهرين من هجوم “حماس” على إسرائيل- منح البنتاغون عقداً بملايين الدولارات لبناء منشآت للقوات الأيريكية بهذه القاعدة، التي تُسمى “الموقع 512″، وهي منشأة رادار تراقب السماء بحثاً عن هجمات صاروخية على إسرائيل، مشيراً إلى أن رادارات الموقع “512” لم تر شيئاً من الصواريخ التي أطلقتها “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر الجاري، لأنها تركز على دولة أخرى على بعد أكثر من 1127 كيلومتراً.
وذكر التقرير أن البنتاغون بذلت قصارى جهدها لإخفاء الطبيعة الحقيقية للموقع الذي تبلغ قيمته 35.8 مليون دولار، إذ تصفه في بعض السجلات بأنه مجرد “مشروع سري موجود في جميع أنحاء العالم”، وتصفه أحياناً بأنه “منشأة لدعم الحياة”، كما يتحدث الجيش الأمريكي عن هياكل تشبه الثكنات للجنود.
تشويش نموذجي
وعلق التقرير بأن مثل هذا التشويش هو نموذجي للمواقع العسكرية الأمريكية التي يريد البنتاغون إخفاءها. فقد تمت في السابق الإشارة إلى “الموقع 512” على أنه “موقع أمان تعاوني”، وهي تسمية تهدف إلى منح وُجود منخفض التكلفة وخفيف البصمة، ولكن تم تطبيقها على القواعد التي يمكن أن تستوعب ما يصل إلى 1000 جندي.
ونقل التقرير عن بول بيلار كبير المحللين السابقين في “مركز مكافحة الإرهاب” التابع لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) قوله إنه ليس لديه معرفة محددة بهذه القاعدة، لكنها ربما تُستخدم لدعم عمليات في أماكن أخرى في الشرق الأوسط، إذ إن أي اعتراف بأنها نُفذت من إسرائيل، أو تنطوي على أي تعاون مع إسرائيل، سيكون غير مريح، ومن المرجح أن يثير ردود فعل سلبية أكثر من العمليات التي تقوم بها.
اعتراف نادر
ولفت الموقع الانتباه إلى أن الاعتراف النادر بالوجود العسكري الأمريكي في إسرائيل ورد لأول مرة عام 2017، عندما افتتح البلدان موقعاً عسكرياً اعتبرته هيئة “إذاعة صوت أميركا” التي تمولها الحكومة الأمريكية أول قاعدة عسكرية أمريكية على الأراضي الإسرائيلية بأنه “تاريخي”، ووصفه العميد تسفيكا هايموفيتش في سلاح الجو الإسرائيلي قائلاً “لقد أنشأنا قاعدة أمريكية في إسرائيل، لأول مرة”، لكن وبعد يوم واحد، نفى الجيش الأمريكي أنها قاعدة أمريكية، وأصر على أنها مجرد “منشأة معيشة” لأفراد الخدمة الأمريكية الذين يعملون في قاعدة إسرائيلية.
ونسب موقع “إنترسبت” إلى ديفيد فاين أستاذ الأنثروبولوجيا في الجامعة الأمريكية قوله إنه يتوقع أن السرية هي من إرث الفترة التي حاولت فيها الإدارات الرئاسية الأمريكية تقديم ذريعة بعدم الانحياز إلى إسرائيل في الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية والإسرائيلية العربية، وإن الإعلان عن القواعد العسكرية الأمريكية في إسرائيل في السنوات الأخيرة يعكس على الأرجح إسقاط هذا التظاهر والرغبة في الإعلان عن دعم إسرائيل علناً.
الشرق