قنا24 | متابعات
جمعت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط 3 مليارات دولار من طرح صكوك دولية مقومة بالدولار على شريحتين، وهي ثاني مرة تطرق فيها أبواب أسواق الدين هذا العام مع توقع دفع توزيعات نقدية كبيرة يذهب الجزء الأكبر منها للحكومة.
وقال مصدران مطلعان الأربعاء إن “الشركة باعت الأربعاء صكوكا لأجل خمس سنوات بقيمة 1.5 مليار دولار بعائد 85 نقطة أساس فوق سندات الخزانة الأميركية وصكوكا لأجل 10 سنوات بقيمة 1.5 مليار دولار بعائد 100 نقطة أساس فوق المعيار نفسه”. وأوضحا لرويترز، التي لم تكشف هويتهما، أن ذلك يزيد عن السعر الاسترشادي المعلن قبل ذلك نتيجة لقوة الطلب.
وتملك الحكومة السعودية قرابة 81.5 في المئة من أسهم الشركة، بينما يملك صندوق الاستثمارات العامة (صندوق الثروة السيادية)، 16 في المئة من أسهم أرامكو.
وفي يوليو الماضي، جمعت أكبر شركة مصدرة للنفط في العالم 6 مليارات دولار من إصدار سندات على ثلاث شرائح بعد غياب دام ثلاث سنوات عن سوق الدين. وكانت الشركة أصدرت صكوكا في عام 2021 بنفس القيمة.
ويأتي إصدار الصكوك بينما تضخ أرامكو نحو تسعة ملايين برميل نفط يوميا، وهو ما يقل عن قدرتها الإنتاجية 25 في المئة. وتتوقع الشركة دفع توزيعات نقدية بقيمة 124.3 مليار دولار في 2024.
وقالت مونيكا مالك، كبيرة خبراء الاقتصاد في بنك أبوظبي التجاري، لرويترز “نرى أن زيادة الاقتراض في عام 2024 تعكس كلا من زيادة مدفوعات الأرباح وخطط تعزيز الإنفاق الرأسمالي، وسط توقعات بتراجع عائدات النفط”.
وتمثل أرامكو منذ فترة طويلة مصدرا لجلب النقد للسعودية التي تضخ مليارات الدولارات من أجل خطة رؤية 2030 للاستثمار في قطاعات جديدة وتقليل اعتماد اقتصادها على النفط. لكن انخفاض أسعار النفط وخفض الإنتاج أثرا سلبا على أرباحها.
وخفض تحالف أوبك+ الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا إنتاج النفط لدعم الأسعار. وتقود السعودية فعليا منظمة أوبك.
وفي وقت سابق هذا الشهر، وافق أوبك+ على تأجيل زيادة إنتاج النفط التي كانت مزمعة في أكتوبر لمدة شهرين بعد أن وصلت أسعار الخام إلى أدنى مستويات في تسعة أشهر، وأكد التحالف أن الإنتاج يمكن تأجيل زيادته مرة أخرى أو حتى خفضه إذا لزم الأمر. وهبطت أسعار النفط الخميس متخلية عن مكاسبها السابقة بعد أنباء عن أن السعودية ستتخلى عن هدفها السعري استعدادا لزيادة الإنتاج.
وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.89 دولار أو 2.57 في المئة إلى 71.57 دولارا للبرميل، في حين هبط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.83 سنت أو 2.63 في المئة إلى 67.86 دولارا للبرميل.
وأفادت صحيفة فاينانشال تايمز نقلا عن أشخاص مطلعين على الأمر بأن السعودية تستعد للتخلي عن هدفها السعري غير الرسمي البالغ 100 دولار للبرميل للخام استعدادا لزيادة الإنتاج.
وقال توني سيكامور، محلل السوق في شركة آي.جي إن “الأخبار التي انتشرت بين عشية وضحاها حول عودة محتملة للإمدادات الليبية، إلى جانب الإعلان عن خفض هدف السعر السعودي بسبب الزيادة المتوقعة في العرض، قد أضعفا سوق النفط”. ويأتي ذلك أعقاب الدعم الذي قدمته تدابير التخفيف التي أعلن عنها البنك المركزي الصيني في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وقال بيان للأمم المتحدة الأربعاء إن “مندوبين من شرق وغرب ليبيا المنقسمين اتفقوا على عملية تعيين محافظ للبنك المركزي، وهي الخطوة التي يمكن أن تساعد في حل الأزمة المتعلقة بالسيطرة على عائدات النفط في البلاد والتي عطلت الصادرات”.
وذكر بنك أي.أن.زد ريسيرش في مذكرة أن “أي انتعاش في الإنتاج الليبي سيعود إلى سوق تعاني بالفعل من مخاوف من ضعف الطلب في الولايات المتحدة والصين”.
وفي الوقت نفسه، قال نائب وزير الطاقة الروسي بافيل سوروكين الخميس إن بلاده “لا تريد إغراق السوق بالنفط إذا لم تكن هناك حاجة إلى ذلك”.
وأوضح أن تكاليف إنتاج النفط من المقرر أن ترتفع مع صعوبة استخراج المزيد من النفط، مضيفا أن هدف إنتاج النفط في البلاد من المقرر أن يصل إلى 540 مليون متري سنويا بحلول عام 2030، لكن العرض قد يتم تعديله.