(قنا24 – وكالات)
حطمت درجات الحرارة العالمية الأرقام القياسية هذا الأسبوع، مما يؤكد مخاطر استمرار ازدياد انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري.
وصل متوسط درجة الحرارة في جميع أنحاء العالم إلى 17 درجة مئوية (63 فهرنهايت) يوم الإثنين، وهو أعلى بقليل من الرقم القياسي السابق البالغ 16.9 درجة مئوية في أغسطس 2016، وفقاً للبيانات الصادرة عن المراكز الوطنية للتنبؤ بالمناخ (NCEP). استمرت هذه المعدلات يوماً واحداً فقط. لكنَّ متوسط درجة الحرارة بلغ يوم الثلاثاء 17.2 درجة مئوية.
توضح الارتفاعات الجديدة وصول درجات الحرارة لحدها الأقصى في صيف 2023 في نصف الكرة الشمالي، وتسلط الضوء على مدى بطء وتيرة التقدم العالمي للحد من الانبعاثات.
ناقوس الخطر
وصفت فريدريكا أوتو، كبيرة المحاضرين في معهد “غرانثام” (Grantham) لتغير المناخ والبيئة هذا الوضع بـ”أنَّه حكم بالإعدام على الناس والنظم البيئية”. وأشارت إلى أنَّ ظاهرة “إل نينيو” قد تتسبب بارتفاع درجات الحرارة في مختلف أنحاء العالم.
تمهلوا قبل ضم المحيطات إلى معركة تغير المناخ
عرّضت حرارة الصيف الجاري بالفعل ملايين الأشخاص حول العالم للخطر. تشهد الصين موجة حر جديدة حارقة بعد أقل من أسبوعين من تحطيم درجات الحرارة الأرقام القياسية في بكين. كما تسببت الحرارة الشديدة في الهند الشهر الماضي بأعداد من الوفيات في بعض أفقر مناطقها. كما شهد الأسبوع الماضي أيضاً قبة حرارية خطيرة غطت تكساس وشمال المكسيك، فيما شهدت المملكة المتحدة الطقس الأكثر سخونة على الإطلاق لشهر يونيو.
ظاهرة “إل نينيو”
عادت ظاهرة “إل نينيو” إلى المنطقة الاستوائية في المحيط الهادئ لأول مرة منذ سبع سنوات، مما سيؤدي إلى ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وفقاً للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية. ستزيد ظاهرة “إل نينيو” بشكل كبير من احتمال تحطيم درجات الحرارة الأرقام القياسية، وفقاً لما قاله الأمين العام للمنظمة، بيتيري تالاس، في بيان صادر يوم الثلاثاء.
يُتوقَّع أن تتجاوز درجة حرارة الأرض 1.5 درجة مئوية من الاحترار “على المدى القريب”، في ظل عدم كفاية الجهود المبذولة في مجال المناخ، بحسب ما ذكرت الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في مارس في تقرير يلخص خمس سنوات من أبحاثها الخاصة.
يجب خفض انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية إلى دون مستويات عام 2019 بـ60% بحلول 2035، وفقاً للتقرير؛ حيث ترتفع المخاطر المتعلقة مع كل زيادة في درجة الحرارة.
قمة المناخ كوب 28
شدد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ببيان في ذلك الوقت: “يحتاج عالمنا إلى لعمل على المناخ على جميع الجبهات وعلى كل شيء، في كل مكان، في وقت واحد”. كما حثّ الدول على ضرورة الإسراع في خطط التخلص التدريجي من استخدام الوقود الأحفوري.
سيتركز اهتمام الدول على الجهود المبذولة الرامية إلى الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري عندما تجتمع الدول في قمة المناخ السنوية “كوب 28” (COP28) للأمم المتحدة المقرر انعقادها في دبي في وقت لاحق من العام الجاري، مع ذلك؛ فالتوقُّعات بشأن النتائج المحتملة منخفضة بالفعل.
غادر الدبلوماسيون اجتماعاً تحضيرياً لقمة “كوب 28” استمر أسبوعين في ألمانيا الشهر الماضي بخيبة أمل بسبب المشاحنات بين الدول وما وصفه بعضهم بأنَّه نقص طموح من الإمارات، الدولة المضيفة للقمة لهذا العام.
قد يؤدي أي فشل في الجهود الرامية إلى إبقاء متوسط درجة الحرارة العالمية أقل من 1.5 درجة مئوية إلى بدء بعض البلدان، وخاصة الدول الجزرية الصغيرة الضعيفة، بالتشكيك في عملية المناخ متعددة الأطراف.
