قنا24 || حرب غزة
طرح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على نظيره الأمريكي لويد أوستن، الذي زار تل أبيب مؤخرًا، إمكانية بناء جدار عميق تحت الأرض في منطقة رفح المصرية، بتمويل أمريكي؛ لمنع تهريب الأسلحة لـ”حماس”.
وكشفت صحف إسرائيلية، عن تفاصيل خطة تعكف الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على صياغتها، لبناء ذلك الجدار من أجل “منع شريان الأكسجين عن حماس”.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه مصادر مصرية إن “مزاعم” تهريب أسلحة من مصر إلى “حماس” غير صحيحة على الإطلاق، خاصة أن السلطات الأمنية في مصر قامت منذ العام 2013 بإغلاق كافة الأنفاق الموجودة في سيناء، في خضم مواجهة مصر للإرهاب والجماعات المتشددة، وهو ما نجحت فيه بشكل كامل خلال السنوات الأخيرة.
كما أشارت إلى أن مصر سترفض أي خطط إسرائيلية لتنفيذ هذا الجدار، أو إعادة الانتشار العسكري على الحدود معها، ارتباطًا بالرؤية السياسية التي تدعو لضرورة وقف القتال ومنع سيطرة تل أبيب على الأراضي الفلسطينية، أو تقليص حجمها.
الخطة الإسرائيلية تتضمن أن يتم تزويد الجدار الأرضي بتكنولوجيا وتقنيات متطورة وكاميرات ومجسات وغيرها، لتوفير معلومات مشتركة للجانبين المصري والإسرائيلي بشأن ما يحدث في غزة، ويصل طول الجدار المقترح إلى 13 كيلومترا.
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية، إن هذه الفكرة تأتي ضمن أفكار تم طرحها في الفترة الأخيرة وتم تداولها في الإعلام والرأي العام الإسرائيلي، لافتا إلى أنها لا قيمة لها كونها غير صادرة عن الحكومة.
وأضاف فهمي أن القاهرة حذرت إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية المعلنة وغير المباشرة بأن القاهرة ترفض مثل هذه التصرفات والتصريحات، مشيرا إلى أنه يجب الالتفات إلى ما يدور في الولايات المتحدة الآن بين وزير الاستخبارات الاستراتيجية الإسرائيلي وبين وفد التفاوض الأمريكي حول المنطقة العازلة في شرق القطاع، وبدء الترتيبات الأمنية، وهو أمر تحدده المواقف الرسمية الإسرائيلية، وهناك إجراءات احترازية من القاهرة تجاه هذا الملف مما يشير إلى أن القاهرة لن تقبل بأي تنازلات أو أنصاف حلول في هذا الملف.
في سياق متصل بمصر، قال أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب “يسرائيل بيتنو” الإسرائيلي، إن نحو مليون ونصف المليون من سكان غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء المصرية.
وأشار ليبرمان في حديث صحفي أن ما جرى في قطاع غزة هو أن “المصريين حولوها إلى مشكلة إسرائيلية ولن تتمكن إسرائيل من التعامل مع مشكلة غزة بمفردها”، على حد زعمه.
وذكر ليبرمان، الذي شغل منصب وزير الدفاع سابقا في بلاده، أنه على إسرائيل جعل مشكلة غزة أزمة عامة وليس خاصة، وأن تهتم بلاده بأمنها، داعيًا إلى احتلال محور فيلادلفيا الواقع بين مصر وقطاع غزة وهدم الأسوار والأنفاق أيضا، على حد قوله.
وشدد أفيغدور ليبرمان على أنه بمجرد انتهاء مثل هذه العوائق أمام الجيش الإسرائيلي، فإن مليون ونصف المليون من أهالي الفلسطينيين في غزة سيغادرون القطاع إلى سيناء.
كما طالب ليبرمان من الحكومة الإسرائيلية أيضا باحتلال جنوب لبنان، وتمركز الجيش الإسرائيلي، على نهر الليطاني.
في هذا الصدد، قال جهاد حرب، المحلل السياسي الفلسطيني، إن الهدف الأساسي الإسرائيلي ما زال هو تهجير الفلسطينيين من أرضهم في الضفة وغزة، من خلال تدمير الحياة بكاملها من خلال ما تفعله إسرائيل لليوم الرابع والثمانين على التوالي، مشيرا إلى أن عجز المجتمع الدولي عن تطبيق السلم والأمن وردع إسرائيل هو ما يشجع إسرائيل على المضي نحو هذا الهدف.
وأشار حرب إلى أنه لا يمكن فصل ما قاله ليبرمان وفكره ومنهجه عن نتنياهو وأعضاء حكومته مثل سموتيرتش وبن غفير، لافتا إلى أن “لكل من هؤلاء طريقة مختلفة يعبر بها لكن الهدف واحد، كما قلنا”.
وأضاف حرب أن “فكرة الأسوار تسيطر على ذهن هذه الحكومة والحكومات السابقة فكرة عزل الفلسطينيين خلف أسوار باعتبارهم في مرتبة أدنى من الآدمية والبشرية، لذا لابد من حشرهم وعزلهم بعيدا عن العالم”.
سبوتنيك