قنا24 | متابعة
في ظل التطورات الجيوسياسية المتسارعة، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب الإسرائيلية الفلسطينية، أصبح مضيق باب المندب ساحة جديدة للصراع الدولي والإقليمي، ففي الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة إلى تعزيز تواجدها العسكري في المنطقة، أعلنت ميلشيات الحوثي شرعنه سيطرة أمريكا على المضيق، الذي يعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم، بعد أن كانت ترفض الوجود الأمريكي في باب المندب والبحر الأحمر.
خبراء عسكريون يمينيون، أكدوا أن شرعنه الحوثي لسيطرة أمريكا على باب المندب، سيفتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا للتدخل العسكري المباشر في اليمن، ويضعف موقف ميليشيات الحوثيين في المفاوضات السياسية، ويجعل من الصعب عليهم تحقيق مطالبهم، وتبدل مواقف الفرقاء السياسيين إزاء الحرب اليمنية.
بينما مراقبون دوليون أشاروا إلى أن تصريحات الحوثي قد تفتح الباب أمام حُوَار أمريكي- حوثي، غير معلن بهدف التوصل إلى اتفاق بشأن باب المندب، في ظل وجود منافع متبادلة بين الطرفين ولو بالوكالة بين الحوثي وأمريكا، يجمعهم هدفهم العام هو ابتزاز بعض الدول العربية.
ومن المرجح أن يقدم هذا الاتفاق ضمانات لحرية الملاحة في المضيق، مقابل إعادة الحوثيين إلى سدة الاتفاق السياسي، بشروط مرضيه تخدم مصالح الحوثي، تكون من نتائجها ووقف إطلاق الصواريخ على أهداف بحرية ملاحية، ولا سيما وان من أساليب الحوثي هي الألغام البحرية بعيدا عن القدرة الإقليمية للمكافحة، مما سيفتح افاقا جديدة لمزيد من التعاون الأمريكي – الإيراني في اليمن، الأمر الذي ستعتبره الدول العربية لاحقاً، تهديداً للأمن القومي العربي.
وتثير هذه التحولات في المواقف تساؤلات عدّة، ودلالاتها تبدّل المواقف مع ميليشيات الحوثي على مستقبل الصراع في اليمن.
المصدر: suaalplus