قنا24 | قطاع غزة
يومًا بعد يوم تتكشف طبيعة وأسرار الحوارات التي تجري في الغرف المغلقة بين حركة “حماس” والجانب الإسرائيلي برعاية قطرية، والتي لم تتوصل لأي نتائج حتى اللحظة، في ظل تصعيد إسرائيلي دموي على قطاع غزة خلف أكثر من 8000 شهيدًا وآلاف الجرحى والمفقودين.
الكثير من الشروط كانت تضعها كل من إسرائيل وحركة “حماس” على طاولة المفاوضات فيما يتعلق بالمساعدات ورفع الحصار وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأجانب لدى المقاومة في غزة، وكذلك وقف إطلاق النار وغيرها من الملفات الشائكة، التي كانت قاب قوسين أو أدنى من التوافق لكن تفجرت في اللحظة الأخيرة، بعد قرار إسرائيل بدء عملية الدخول البري للقطاع.
شبكة “إن بي سي نيوز” NBC news الإخبارية، قالت، إن مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل تواجه تعثرا بسبب رفض إسرائيل إدخال شحنات من الوقود إلى قطاع غزة.
ووفقا لشبكة NBC نقلا عن مسؤول أمريكي سابق مطلع، تعثرت المحادثات الرامية إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس بسبب عدم رغبة الاحتلال الإسرائيلي في إرسال الوقود إلى غزة.
وقال المسؤول الأمريكي السابق ومسؤول إسرائيلي ودبلوماسي مطلع على المحادثات إن المناقشات انهارت قبل أن تبدأ إسرائيل المرحلة الثانية من هجومها مساء الجمعة وترسل قوات برية إلى غزة.
وأضاف الدبلوماسي المطلع على المحادثات، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته: “كانت المحادثات تسير بشكل جيد للغاية يوم الخميس، وكان المفاوضون يأملون في التوصل إلى اتفاق خلال عطلة نهاية الأسبوع”. ظهرت الخلافات في وقت مبكر من يوم الجمعة، مما أدى إلى تعثر المحادثات”.
وقال المسؤول الأمريكي، إن حماس اعترضت على ضمان إطلاق سراح عدد كبير من الأسرى الأجانب في المفاوضات الجارية بشأن إطلاق سراح بعض الرهائن الذين يقدر عددهم بـ 230 رهينة.
وأضاف المسؤول الأمريكي لـ NBC: “لقد أصرت حماس على الحصول على الوقود، ولكن الجانب الإسرائيلي والأمريكي، بالإضافة إلى دول أخرى، يريدون إطلاق سراح مجموعة كبيرة من مواطنيهم”.
ويشهد ملف الأسرى الذين احتجزتهم حماس في عملية 7 أكتوبر، تطورات متسارعة، وسط اتصالات مصرية مكثفة للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، واتصالات مماثلة أيضا من قطر، في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لضغوط من أهالي الأسرى الذين يرفضون الهجوم البري على غزة، فيما تطلب حماس إطلاق سراح كل الأسرى الفلسطينيين.
ونقلت قناة “القاهرة الإخبارية” عن مصادر رفيعة المستوى، الأحد، أن اتصالات مصرية مكثفة تجري مع كافة الدول والأطراف المعنية دوليا وإقليميا للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين بقطاع غزة.
وعلى الجانب الإسرائيلي، تحاصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مطالب أُسر أكثر من 230 أسيرا تحتجزهم حركة حماس داخل غزة منذ هجومها المباغت على بلدات ومستوطنات إسرائيلية في 7 أكتوبر.
وقال نتنياهو إن إسرائيل تعمل من أجل القضاء على حماس والإفراج عن المحتجزين في غزة.
لكن أحدا لا يعرف كيف يمكن لنتنياهو المحاصر بانتقادات داخلية ومطالب عائلات الأسرى بالحرص في الهجوم على غزة أن يقضي على حماس أو أن يدخل القطاع برا في عملية تقول حماس إنها أحبطتها بضع مرات في اليومين الماضيين.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن أحد أهالي المحتجزين الإسرائيليين أنهم ناشدوا نتنياهو ألا يشن عمليات عسكرية تعرض حياة ذويهم للخطر، وقالوا إن صفقة إطلاق سراح “الجميع مقابل الجميع” سوف تلقى دعما شعبيا واسع النطاق.
وفي إطار جهود مفاوضات التهدئة بغزة والوساطة المستمرة، كشف عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق، عن زيارة مرتقبة لوفد الحركة إلى القاهرة حين تصل المشاورات إلى مستويات متقدمة، متوقعًا أن تكون في الأيام المقبلة.
وأوضح أبو مرزوق، أن الجانب المصري رحب بزيارة قيادة الحركة إلى مصر وأن يكون هنالك وفد دائم للحركة في القاهرة لإجراء المشاورات والمباحثات حول مختلف القضايا.
وأكد أن حركته تنظر بإيجابية لموقف الدولة المصرية إزاء رفضها لسيناريو التهجير، وهذا موقف مقدّر، ويخدم الشعب الفلسطيني، ويمنع حدوث نكبة جديدة.
وفي ذات السياق ذكرت قناة i24NEWS الإخبارية الإسرائيلية، أن القاهرة حذرت تل أبيب من القيام بأي عملية عسكرية في المنطقة العازلة على ممر فيلادلفيا بين مصر وقطاع غزة.
وأوضحت القناة أن مصر هددت بأن استمرار هذا الأمر قد يؤدي للحد من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأشارت القناة العبرية إلى أن مصر انخرطت تاريخيا كلاعب دبلوماسي نشط في المفاوضات بين إسرائيل وحماس، خاصة خلال الحرب التي أشعلت شراراتها الحركة في هجوم مدروس وفجائي في 7 أكتوبر.
وبحسب القناة العبرية، فقد رفضت مصر أيضًا اعتذار إسرائيل عن إطلاق النار عن طريق الخطأ على موقع لحرس الحدود المصري الأسبوع الماضي.
وكان قد قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى دباباته قصفت بطريق الخطأ موقعًا عسكريًا مصريًا بالقرب من كرم أبو سالم، في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة الأسبوع الماضي، مضيفًا أنه “يعرب عن أسفه بشأن الحادث” وسيتم التحقيق في الحادث بشكل أكبر.
ولفتت القناة الإسرائيلية، إلى أنه في أكثر من مناسبة قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أنه لن يسمح بعبور الفلسطينيين إلى سيناء خشية جرها الى حرب مع إسرائيل، كما حذرت القاهرة أيضًا من احتمال دخول الفلسطينيين إلى سيناء من قطاع غزة. وعلى هذا النحو، فقد تتخذ القاهرة إجراءات دبلوماسية من شأنها الحد من العلاقات بين البلدين.
ومنذ الحرب التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلون من حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، فرضت القوات الإسرائيلية حصارا مطبقا على القطاع، مانعة دخول الوقود وقاطعة الكهرباء ومياه الشرب، فضلا عن قطع الاتصالات والإنترنت.
فيما لم يدخل سوى ما يقارب 85 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ما يشكل أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون.
يذكر أن الفصائل الفلسطينية تحتجز نحو 250 أسيرا، بينهم ضباط وجنود، بحسب ما أعلنت حماس سابقا. فيما أفاد الجيش الإسرائيلي بوجود 239 أسيراً داخل غزة.
وأمام هذه التطورات.. هل المفاوضات هدفها وقف إطلاق النار بغزة، أم الإفراج عن الأسرى لدى المقاومة؟ ولمصلحة من بهذا التوقيت؟!
رأي اليوم