قنا24 | قطاع غزة
في فناء مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، تفترش عشرات الأسر الفلسطينية الأرض، بعدما تقطعت بهم السبل إثر تدمير منازلهم جراء القصف المتواصل على قطاع غزة لليوم التاسع.
وفي الممر الخلفي للمشفى افترشت عشرات العائلات جانبي الممر نتيجة لاكتظاظ النازحين في المشفى، واحدى هذه العائلات عائلة أبو محمود عليان التي تتكون من7 أفراد، أضطر للنزوح من منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وقال أبو محمود لوكالة “سبوتنيك”: “أسكن أنا وزوجتي وأولادي الخمسة في شقة بالطابق الثالث في إحدى البنايات، وقد قصف جيش الاحتلال المنطقة التي نسكنها، ونجونا من الموت حين خرجنا قبل أن يصل القصف منزلنا، وقد قتل إخوتي وأبنائهم وعدد من أقربائي وأقرباء زوجتي، وعدد من الجيران”.
وأضاف؛ “منذ عدة أيام ونحن نتنقل من مكان إلى مكان، والقصف يطاردنا من السماء ومن المدفعية، لقد واجهنا أصعب أيام حياتنا، فلم يكن هذا القصف والدمار في الحروب السابقة، وأمضينا ليلة صعبة ونحن نختبأ أسفل العمارات السكنية، مع نازحين، وأصوات القذائف حولنا، كانت ليلة مرعبة”.
وتابع: “نتوقع الموت في كل لحظة، وكذلك الليالي الأخرى كانت صعبة للغاية ،وتابعنا التنقل لغاية وصولنا إلى المشفى، وهنا يتواجد عشرات آلاف من الناس، ولا يوجد أغطية ولا طعام ولا ماء، ولا نعرف ماذا نفعل، ولم أعد استطيع التنقل فعمري الذي تجاوز 70 عاماً لا يحتمل ما نلاقيه من دمار وقتل وتنقل مستمر”.
وفي مستشفى الشفاء يتواجد قرابة 30 ألف فلسطيني لجأوا، نتيجة اكتظاظ مراكز الإيواء في قطاع غزة، تفترش الكثير من العائلات أسفل الجدران، بعضها استطاع جلب بعض الأغطية والفراش وبعضها لم يستطع، وآخرون يبحثون عن المياه أو جلب الأدوية للمرضى، وهناك من نصبوا خياما ما جلبوه من أقمشة خفيفة، ومنهم من يناشد دول العالم، غير مصدق ما حدث.
وقالت النازحة فتحية إبراهيم، لوكالة “سبوتنيك”: “إرحمونا، يا أحرار العالم، نحن نقتل دمرت بيوتنا، أين نذهب لا يوجد مكان أمن في القطاع، بيتي دمر، أرجوكم أوقفوا هذه الحرب، أناشد الدول العربية، ودول العالم، لا تتركونا نموت انقذونا، لقد تشردنا ولا توجد لنا حماية، ومنا من أصيب في الطريق من شدة القصف الذي يطاردنا”.
وتابعت: “كنا نبيت في الطريق، بلا ماء ولا طعام، ولم نستطع جلب شيء معنا، ونحن بالكاد نوفر قوت يومنا في الأيام العادية، وما يأتي من طعام يجلبه فاعلو الخير، نحن في المستشفى ولا نعرف ما هي المحطة المقبلة ونسأل الله آن يحمينا”.
أكثر من 30 ألف فلسطيني قد لجأوا إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة، بعدما رفضوا التجاوب مع النداءات التي كان يطلقها الجيش الإسرائيلي للنزوح إلى المناطق الجنوبية، ويعتبر الفلسطينيون النازحون مستشفى الشفاء ملاذا آمنا، ويتواجد النازحون خارج وداخل المشفى الذي يعاني من نقص في المعدات الطبية والأدوية والأسرة، ويقترب من حالة فقد السيطرة الصحية.
سبوتنيك