القراءة الصوتية
مقالات | عبدالله جاحب
لم يكن ذلك اتفقنا ، وليس هذا البلد الذي فوضنا علية ، وليس الوطن الذي خرجت الناس من أجله ، ولا نرى التضحيات والدماء التي كتبت ذلك الإتفاق ، إلا حبر على ورق ، وكل تلك الدماء تحولت إلى ” ماء ” والتضحيات ذهبت هباء منثورا ً بين ادراج رياحهم العاتية .
ليس هذا ” وطن ” شيخ الشهداء الشهيد / علي ناصر هادي ، الذي دفع روحة فداء له ، ولم يكن إطلاقا ً هذي ” الدولة ” التي نشدها أحمد ” الدرويش ” ، ولا البلد الذي سأل من أجله دم خالد ” الجنيدي ” في كريتر في العاصمة عدن .
لا يمكن أن يكون هذا ” الوطن ” الذي أغتال وغدر من أجله الشهيد القائد / أحمد الإدريسي ، لا ورب العرش العظيم .
هذا ليس اتفاقنا ، ولم يكن تفويضنا لكم من أجله ، تعاهد على وطن ، بعيداً عن الوصاية ، واقسمنا أن يحكمنا إبن البلد ، وليس الاجنبي
هذا ليس الوطن الذي اتفقنا ، الموانى المطارات المنفذ الحدودي البرية والبحرية والجوية في مهب الريح ، ومصافي مع وقف التنفيذ .
لم يكن يوماً اتفقنا ، أن تتحول الإيرادات إلى جيوب القيادات ، وأن يتعلق مصيرنا ولقمة عيشنا بوديعة أو هبة صاحب السمو الملكي ، وتعيش العمة موت سريري .
لم نتفق على وطن بلا سيادة .
لم نتفق على بلد تحت الوصاية .
لم نتفق على دولة بلا هوية وتحت الإقامة الجبرية .
هذا ليس الوطن الذي اتفقنا ، بلا مرتبات ونعيش تفاصيل وصور الظلام ، ونقبع في تحت وطأة الاغتيالات وسقف الاعتقالات التعسفية ومظلة وكنف الاخفاء القسري .
لا أبدا هذا ليس الوطن الذي اتفقنا عليه ، ولن نتفق عليه ولن يكون إلا وطن بمقاسكم وعلى حجم قياسكم وعلى تفصيل اجسادكم لا أقل ولا أكثر من ذلك .