مقالات | عبدالمنعم الرشيدي
هل بات الجنوب حقل تجارب لمشاريع الآخرين؟؟
متى عاد نعقل ونفكر بعقولنا ونجعل من الماضي دروس نستفيد منها؟
هل يعقل أن نحمل مشاريع الآخرين على رؤوسنا ثم نتصارع وفي الأخير نكتشف أنها مشاريع كاذبة؟
صدقنا المشروع الناصري ورفعنا شعار القومية العربية وبسببها سلمنا الجنوب في وحدة غير مدروسة وفي الأخير طلعت القومية كذبة.
ارتمينا في حضن الاشتراكية ورفعنا شعارها عالياً وتطرفنا ثم اكتشفنا انها أكبر كذبة في التأريخ.
خربت عقولنا هذه الأفكار فانتهزت المشاريع الإسلامية الفرصة واقتحمت عقولنا لتحل محل من سبقها، فجاءت تركيا بالمشروع الإخواني تحت شعار الخلافة الإسلامية فصدقنا ذلك وتحمسنا وحاربنا من أجل خلافة إسلامية مزروعة في عقولنا بينما لا وجود لها على الواقع.
كما أن السعودية لم نسلم منها، فقد اسست منهج الوهابية في مرحلة معينة لغرض مساندة السلطة لتثبيت الحكم، وحينما انتهت مهمتها بدأت تتخلص منها بالتدريج فرمتها لنا في الجنوب الذي استقبلها بالاحضان فأصبحنا فرق متعددة ومتصارعة لإثبات كل فرقة بأنها الأحق في دخول الجنة من بين الفرق الأخرى.
وحتى اخوتنا في الشمال زرعوا لنا أحد تجاربهم ،فبعد أن كانت القبيلة هي من تتسيد الحكم، حاولوا التخلص منها والذهاب نحو الدولة فرموها لنا فتركنا الدولة وذهبنا نتصارع على المشيخة في ظل رقصة إماراتية جديدة تريد تطبيقها على إيقاع طبول ومزامير اغنية علم سيري علم سيري.
وحتى اللحظة ما زلنا نصدق تلك الأكاذيب التي زرعوها بداخلنا بينما من أسسها قد تخلصوا منها ونحن ما زلنا في صراع على وهم لم ندرك خطورته إلا بعد أن يقع الفاس بالرأس.
فهل يمكن أن نعقل ونختصر الطريق على أنفسنا لنصبح مثل بقية شعوب العالم؟ أم أن الجهل ما زال معشعش في رؤوسنا وبلادنا باتت حقل تجارب لدول أخرى كأننا فئران ولسنا بشرا يحق لنا أن نعيش في أمن وسلام؟.