مقالات | محمد مهيم
عدت مساء أمس إلى أرض الوطن بعد رحلة برية شاقة، استمرت لأكثر من 35 ساعة من المملكة العربية السعودية.
كنا على متن إحدى حافلات النقل رفقة مسافرين من المعتمرين بينهم كبار السن ونساء وأطفال.
عند وصولنا إلى صالة المغادرة السعودية لختم الخروج، يصطف المواطن اليمني بكل أدب دون أن يرفع صوتًا أو يحرك رأسًا، بالمقابل يسير العمل بطريقة سريعة وسلسة من الجانب السعودي بكل تقدير واحترام من جميع الضباط والجنود السعوديين.
أمتار قليلة تفصل بين منفذنا اليمني والسعودي، ومن خلال هذه المسافة القريبة ينتابك، كمواطن يمني، نوع من الوجع والحسرة على ما تتلقاه من معاملة سيئة في وطنك ، حيث أنه وبمجرد دخولك من بوابة بلادك يتلقاك (المتهبشين واللصوص) على هيئة رجال أمن وجوازات، بطريقة مهينة ومعيبة يتم التعامل باستفزاز وعشوائية مع المواطن عند الاصطفاف أمام كانتيرات الختم
حيث يتم رفض وضع الختم إلا بمقابل مبلغ 10 ريال سعودي.!!
بعض المواطنين أصروا أنهم ما يدفعوا، وفعلاً ما دفعوا وتم ختم جوازاتهم ومضوا في سبيلهم، أما آخرون من المساكين ومن لديهم عوائل فيتم ابتزازهم بطرق والله العظيم أننا نخجل ونستغرب منها، بالرغم من أنه كما يقال تم تسليم المنفذ إلى جهة جديدة ممثلة بدرع الوطن.
أما الجانب الآخر والمصيبة الكبرى، هي بعض المغتربين الذين اعتادوا على الانضباط في بلاد الغربة، لكنهم يتحولون إلى متجاوزين للقانون عند عودتهم إلى الوطن، متسببين في فوضى عارمة عند وصولهم المنفذ.
مغترب مثل الدجاجة في بلاد الغربة لا يحرك رأسه، محترمًا كل أنظمتها وقوانينها، لكنه عند دخوله المنفذ اليمني يشتري أطرف ضابط بريالات زهيدة، ويأتي ذلك المغترب فاشخًا رجليه متجاوزًا طابورًا طويلاً من المواطنين منهم الأطفال وكبار السن والمرضى، دون ذرة حياء أو خجل، في تصرف معيب، والذي يقهر أكثر أنك ترى ضابطًا مدنيًا يدعى (فوزي الشرعبي) ينبري ليدافع عنه عند اعتراضنا على هذه التصرفات وعدم احترام الطوابير المصطفة، حينها قام الضابط المدعو الشرجبي بتوقيفي ومساءلتي لماذا انتقدت واعترضت على هذا التصرف ، بعد ذلك قام بسحب جوازي وتوقيفي للبحث عن معلومات أكثر لإثبات أي تهمة علي.!!
ورغم كل تلك التصرفات التي تسيء إلى الوطن وتهين كرامة المواطن اليمني، يوجد هناك أيضًا ضباط على أخلاق عالية ورفيعة وعلى رأسهم ضابط يدعى ( وليد العامري) تعاملوا مع الموقف بمسؤولية وحزم ولم يرضوا ذلك التصرف، حيث تم الاعتذار لي عن ما بدر من ذلك الضابط، وإعادة جوازي بعد مطالعته ، وملاحظة وصف (الصحفي) المكتوب عليه.
ولكن ما هي الفائدة من كل ذلك الاعتذار إذا كان هذا حاصل مع كل المواطنين بشكل مهين ويومي؟!
أخيـرًا .. لقد حملني المسافرون والمتواجدون في المنفذ رسالة مناشدة إلى جميع وسائل الإعلام والحكومة ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي ووزير الداخلية إبراهيم حيدان وكل مسؤول في الدولة ، لوقف هذه الممارسات والعبث الحاصل والمتجذر منذ سنوات.