في صبيحة الثاني من يناير ٢٠١٩م وقع محافظ البنك المركزي د.محمد زمام، مذكرة دعوة لاجتماع موسع لكل مسؤولي ووكلاء ومدراء البنك ومجلس الادارة المتواجدين بعدن وذكر فيها أيضا “المستشارين له”. ولم يكن ليدر في خلده بأن تلك المذكرة ستسرب وتنشر قبل أن يجف حبر توقيعه عليها وتكشف كذبة تعيينه لمستشارين قال قبلها بأيام أنه لا يحتاج إليهم اطلاقا.
وقبل أن يضع المذكرة على تلك الطاولة،إلتفت لموظفي مكتبه غاضبا مستاءا مزمجرا وضاربا على الجدار بكل تهديد ووعيدا لمن يتورط بتسريب وثائق البنك للصحفي الداعري الهارب خارج البلاد… ومش عارف من إللي كان يغششه خطأ بأني خارج البلاد وأنا يومها لم أكن قد خرجت من اليمن اطلاقا وساكن مستأجر بالخساف قريب من البنك.
والمهم قالها بكل ثقة وكررها مرارا وتكرارا، وبكل شطحات الغضب والتهديد؛ بأنه قادر على إسكاتي ومعرفة من يسرب الوثائق لي من البنك..وقريبا سينالون جزائهم اقسى من جزائي أنا الصحفي العميل لصالح قوى امبريالية عالمية كبرى….الخ
ثم ضحك بسكسوكته الانيقة طيب الله أيامه؛ لأنه كان مهابا على الأقل بالبنك، وقبل أن ينهض من مقعده ويخرج من مكتبه استعدادا للنزول لاجتماع طارئ بالدور الثاني للبنك، لمناقشة كارثة تراجع سعر صرف العملة المحلية، وقال لمن حوله أنه خلاص اكتشف خطة عبقرية لفضح من تسول له نفسه بالتورط بتسريب أي وثائق للبنك بعد اليوم لي أو لغيري؛ ويقصد بهآ خطة الترقيم على الوثيقة برقم خاص بكل إدارة تصل إليها، حتى يعرف الادارة التي تسربت منها الوثيقة من رقمها، ويتم محاسبة موظفيها..
ورمى بالورقة لأحد موظفي مكتبه المستاءين من سوء تصرفاته وفشل إدارته ومحسوبياته وكثرة تهديداته وانتفاشاته الفارغة، وطلب منه تسجيل رقم واحد عليها، قبل نقلها للإدارة المعنية وغادر المكتب مستاءا في شدة الامتعاض من تسريبي لوثائق البنك التي تكشف بداية تلاعبه بصرف العملة مع بنوك صديقة له.
وقبل أن يكتب الموظف رقم واحد كما أمره، على تلك الوثيقة التقط لها صورة بجواله وارسلها لي مباشرة؛ بصورة من التحدي له ولتأكيد فشل خطته الخارقة، ولم يكن الموظف يتوقع بأني سأستلمها مباشرة ولدي خلفية حول موضوع استغنائه المناطقي عن مستشاري سلفه محافظ البنك الاستاذ/ منصر القعيطي، العزيزين بن سميدع وبن مدشل، وتعيينه سرا مستشارين آخرين له،بدلا عنهما، مكذبا بذلك نفسه عند إنهائه تعاقدهما بزعمه أنه رجل خارق القدرات لا يحتاج لأي مستشارين كما كان سلفه القعيطي.
والأهم هنا أنني نشرت تلك الوثيقة بسرعة قصوى في تغريدة قصيرة مستعجلة بتويتر، وقبل أن يبدأ اجتماعه، أكدت فيها كذبه حول عدم حاجته لمستشارين وأنه عين فعلا مستشارين له بدلا عن السابق ذكرهما، واعتقد كانا د. محمد باناجه، نائب محافظ البنك المركزي حاليا، وسمير الصلاحي
وهاهو يدعوهما أيضا يومها، لأول اجتماع بالبنك بهذه المذكرة!
ولم يتوقع أويكن ليدر في خلد زمام وعقله يوما ما، وطوال حياته- كما قال للمجتمعين -بأن يصل الأمر، في اي مؤسسة يديرها، إلى تسريب وثيقة، قبل أن يجف حبر توقيعه عليها؛ كما يحصل بفرع البنك المركزي عدن، كما كان يصر على توصيفه في أكثر من اجتماع باعتبار البنك المركزي بصنعاء وفق قانون انشائه.
وبأنه لم يعش صدمة أكثر من تلك اللحظة التي أبلغه فيها إبن أخيه أنور بأن الصحفي الداعري قد نشر بحسابه بتويتر يومها؛ وثيقة دعوته للاجتماع الموسع التي وقعها بالمكتب ونزل منه وبدون أي ترقيم عليها..
وهو مادفعه بعدها لتحويل كلمته واجتماعه بكله، إلى تهديدات تارة للحضور، وبكائيات ومواعظ توعوية تارة أخرى، وتهويل من خطورة اختراق الصحفي الداعري ومن يجندوه ويقفون خلفه لكل إدارات البنك المركزي وتمكنه من الوصول لاي وثائق وأسرار للبنك بشكل غير طبيعي ولا منطقي او معقول، بل واعتباره ان ذلك يعد تجاوزا لكل الحدود والخطوط الحمراء بالنسبة لسرية عمل اي مؤسسة عادية.. فكيف ببنك مركزي ذات سلطة سيادية مستقلة.
ومش متوقع الآن لو قرأ منشوري هذا، أن من بين الحاضرين من سجله بجواله وآخر صوره سرا ايضا بهدف إيصال مايقوله عني وكشف مدى رعبه من النشر الصحفي لفصائح أخطائه الصادمة وتوريطه للبنك المركزي اليمني ولأول مرة في تاريخه وتاريخ بنووك المنطقة كلها، بجرائم مضاربة وغسل وتبييض أموال، كما كشفه تقرير لجنة العقوبات الدولية التابعة لمجلس الأمن الدولي بعدها.
متجاهلا مع الأسف، أنه هو وفساده وظلمه وتجبره وفشله ومحسوبياته وتزايد امتعاض الموظفين منه تماما – كما هو حال الموظفين اليوم مع وكيل الشؤون المالية والإدارية بالبنك نشوان القباطي- السبب الأساسي والرئيسي في كل هذه الاختراقات الصحفية للبنك؛ حسب وصف الدكتور زمام.
وهما ايضا من يقف خلف تسريبات الوثائق من قبل الموظفين المظلومين المقهورين حقيقة، من هول مايرون من ظلم وعمليات فساد صادمة وممارسات عنصرية وانتقائية مخجلة؛ سواء في الترقيات والدورات الخارجية أوالبدلات والمستحقات المالية.
وليس بسبب قوتي انا كصحفي مسكين طفشان من الانشغال ومتابعة فصائح البنك المركزي التي لا تنتهي
وأن دوافعي للكتابة بكل اخلاق المهنة وقيم الصحافة وانسانية وعن النزر البسيط لما يصلني عن هول مايعتمل بالبنك اليوم ومن وثائق ومعلومات صادمة والذي نفسي بيده ولا اله غيره.
ومن أجل محاولة ايقاف مايمكن من فساد وقهر وانصاف للمظلوم بما أكتبه خدمة للعدالة وابتغاء وجه الله لا أكثر ولا أقل وأتحدى من يثبت عني غير ذلك.
لذلك اختصرها لك بقولي لك بكل وضوح أيها القباطي المحترم كما لازلت أحسبك خلافا للأغنية العظمى من موظفي البنك:
(إما استقمت بعملك أواستقلت.. لتزايد شاكوك وقلة شاكروك)..
وأنت تعرف أنني لا أعرفك ولا تعرفني ، ولا بيني وبينك أي عداوة أو معرفة تذكر او تواصل اطلاقا.
ولك عهد الله مجانا مني بعدها باراحة نفسي منك والصمت حيالك والبنك المركزي للأبد،مالم يستجد مايستدعي العودة مجددا
وذلك كونك الأكثر شكوى من الجميع والأقسى انتفاشة داخل البنك وتهديدا للموظفين بالتحقيق والعقاب والفصل؛ وخاصة على خلفية تسريب وثائق تعيينات يفترض أن لا شيء فيها يقلقك؛ لو كنت تحترم عملك وتنشرها للموظفين والمختصين فور التوقيع عليها، وملتزم بأخلاق وظيفتك، ولا تلف وتدور على الموظفين، وتبتز وتساوم المحافظ ونائبه لتوظيف وترقية مقربيك مقابل قبولك بقرارت تعيين آخرين ببنك الوالد.
وكذلك استغلالك لسلطتك في تجند نصف موظفي البنك كجواسيس لصالحك بالادارات خشية المؤامرات عليك باعتبارك فلتت زمانك ووكيل وكلاء البنك والخبير المنتظر لقرار تعيينه عضوا بمجلس الإدارة كمان..
وختاما لعل رسالتي الصادقة لك بخصوص تهديد موظفي الشؤون وغيرهم قد وصلتك بكل تأكيد وأتمنى أن لا تعمل بها وغيرك من قيادة البنك لتعرفوا مدى مصداقية ماقلته بهذا الخصوص.
والسلام على من يعون ويفهمون.
كان زمام قبلك وأشطر منك ياقباطي!!
ماجد الداعري