قنا24 | نبيل سعيد
يبدو ان خطاب المقدم، عمرو بن حبريش، الأخير، لم يقدم جديداً، سوى الإعلان عن تحوّل الحلف إلى “قُـبَّة مزاراتٍ” لاستقبال الزائرين اللذين سرعان ما ينفضون عنها، بعد انتهاء الموسم، كما جرت العادة في حضرموت، سيما بعد تراجع شعبية الحلف بشكل ملحوظ مؤخراً، لعوامل كثيرة، أهمها طول المدة الزمنية للهبّة، التي تجاوزت الشهرين اليوم، إضافة إلى انخفاض مستوى التأثير المباشر، لأوراق الضغط التي كان يعول عليها، ناهيك عن غياب الرؤية العامة لمسار الهبَّة، التي شابها الكثير من التخبط ، بسبب الاعتماد على الارتجالية، و واحدية الخطاب، كما يرى البعض.
خطاب بن حبريش
إذ جاء خطاب رئيس الحلف أمام الإعلاميين، كإعادة للخطابات السابقة، وتأكيدٍ للمواقف المعلنة سلفاً، والخاصة بتنفيذ مطالب أبناء حضرموت التي لا يختلف عليها اثنان. وفي حين طغى التكرار على ذلك الخطاب، إلى درجة تصيب بالمَلل، لم يتم طرح أي حلول مبتكرة أو استراتيجيات وأفكار مغايرة، لمواجهة التحديات الحالية، الأمر يولّد انطباعاً بعجز الحلف عن إضافة قيمة جديدة، إلى حِراكِه السياسي والاجتماعي، لإحداث تغيير فعّال.
دعوة القطاع المدني
ومن اللافت في الخطاب، دعوة المجتمع المدني في حضرموت الى الالتفاف حول الحلف، والمساهمة في تشكيل الضغط لتنفيذ المطالب وتحقيق الأهداف المرجوة، ولربما كان ذلك مؤشراً على حالة العزلة التي يعاني منها الحلف، نتيجة الانكفاء على الذات، واقصاء مكونات المجتمع المدني من الشراكة في تصدُّر المشهد. فليس خافياً، أن شرارة الهبة الثالثة، بدأت بدعوة من الجناح المدني للحلف، وهو المؤتمر الجامع، قبل أن يستأثر الجناح القبلي بصنع القرار وتصدير المواقف والخطوات، التي سُميت بالتصعيدية، وأطلقت تجاه السلطات المركزية والمحلية. في خطوة اعتبرها كثيرون، اقصاء لمكونات المجتمع المدني الذي كان من المفترض أن يكون له دور فاعل ومؤثر في هذه المرحلة، لكسب المزيد من التأييد الشعبي، وتوفير حاضنة مجتمعية مدنية أكبر، للحلف.
عنق الزجاجة
ومن خلال المعطيات السابقة، يمكن استنتاج حقيقة وقوع الحلف في مأزق كبير، شبيه بـ “عنق الزجاجة” نتيجة للعوامل الآنفة الذكر، والتي يضاف اليها، عدم دراسة الحلف لنقاط القوة والضعف لديه، ومراجعته لأخطائه، علاوة على عدم نجاحه في استمالة القوى الفاعلة في المشهد السياسي والاجتماعي، التي لم يكن ينبغي استعداؤها.