يمثل العلم الجنوبي قدسية كبيرة وهامة لأبناء الجنوب “حربا وسلما” أينما حلوا أو ارتحلوا، ويتفاخر الجنوبيون بمكانة العلم العالية والرفيعة في حضورهم الوجودي، وتجسد رمزيته العظيمة بالنسبة لهم عمق الانتماء وجذور الهوية والأصالة، وتعكس ارتباط الحياة الوثيق بين الأرض والإنسان في الجنوب.
وهذه حقيقة ومبدأ ثابت تمسك به أبناء الجنوب.. فعلى الرغم من اتباع الهالك “عفاش” وقواه التدميرية سياسة “الأرض المحروقة” عقب اجتياح الجنوب في صيف العام 94م، إلا أنه لم يستطع طمس هوية شعب الجنوب، وبقي علم الجنوب عنوان الهوية والانتماء، وكلمة السر الحاضرة في نضاله ووجدانه، وعززت ثقته بنفسه وقدرته على استعادة هويته الجنوبية أرضاً وإنساناً.
ولم يمنع تعدد الكيانات والمكونات السياسية الجنوبية، التي أفرزتها المراحل النضالية خلال تلك الفترة، من إبراز العلم الجنوبي الذي يمثل هويتهم، ماضياً وحاضراً، وعملوا بكل ما أوتوا من قوة وبأس على إبقائه مرفوعاً شامخاً شموخ الجبال.
ورغم بعض التباينات واختلاف الآراء في طرق وأساليب النضال المتعددة، إلا أنهم حرصوا جميعاً على توحيد الهدف تحت هذه الراية المعروفة، والتي حاولت وحدة الضم والإلحاق وأدها.
لذلك، وحفاظاً على هذا القدسية التي يمثلها علم الجنوب للشعب الجنوبي، ومن منطلق حرصه الشديد على التمسك بأصالته العربية وجذوره التاريخية العريقة، والمحافظة على هويته الجنوبية المعروفة ما قبل حقبة الوحدة المشؤومة، سيبقى علم الجنوب عالياً متعالياً يرفرف فوق جميع الرؤوس بعزة وشموخ، محافظاً على كبريائه وكرامته، ناثراً روح التسامح وقيم الاعتدال، وسيبقى رمز الهوية والسيادة محروساً بشعبه العظيم على امتداد الأجيال، ولن نسمح أن يهان أو يُعبث به، ما بقى شعب الجنوب حياً على هذه المعمورة.
خالد شوبه