انشأ السلالي “احمد الشامي” بعد دحر عائلة ال حميد الدين الملكية ووضع صيغة عصبوية لحكم صنعاء ، وكأنه يقرا المستقبل بشفافية شاعر وخبرة سياسي واصرار سلالي يهمه ان يحكم تحت اي لافتة:
قل لفيصل والقصور العوالي
إننا نخبة أباة أشاوس
سنعيد الإمامة للحكم يوما
بثياب النبي أو ثوب ماركس
فإذا ما خابت الحجاز ونجد
فلنا إخوة كرام بفارس
مشروع 21 سبتمبر الحوثي ليس ثورة بل مشروع فارسي طائفي وعدو وجودي حتى للزيدية التاريخية نفسها لكن حين نستقرئ 26 سبتمبر بدون رتوش ولا مكيجه ف”26 سبتمبر” – بغض النظر عن الظاهرة الاعلامية لها – لو كانت ثورة كالثورات المعروفة في العالم ما انبعث ماضي الطائفية اشد قبحا بنسخته الحوثية الفارسية بعد بضع عقود منها فما صار ذلك اليوم من عام 1962م سريعا ما تحوّل من ثورة كان ممكن ان ترتقي بالتغيير السياسي والاجتماعي وتجذّره وتبني مؤسسات ذات ولاء وطني لكنهم اختطفوها ولم تحقق التغيير المطلوب الذي يمنع بعث الماضي اكثر كراهة في طائفيته
هي ثورة طردت الامام فضاعت حين استلم زمام امرها الشيخ وعسكري الإمام مع بقاء الكثير من مرتكزات الطائفية مصانة ومنعوها ان تتغلغل في الوعي المجتمعي الا بالولاء لهم ماسهّل للحوثي استنهاض الولاء التاريخي الكامن في قطاعات من المجتمع ولمّا اختلف الشيخ والعسكري سلم العسكري العهدة للامام الجديد كما استلمها وهكذا تحقق ما تنبأ به “الشامي” واعلنت ايران انها اسقطت صنعاء
ومع كل ذلك فالحوثيون خائفون مرعوبون مذعورون من 26 سبتمبر لانه يوم لم تواجه الطائفية مثله منذ اسس “الرسي” سلاليته من اكثر من الف عام في “صعدة” فهم لايخشون امريكا واسرائيل كما يقولون لكنهم لا يحسون بالامان من 26سبتمبر حتى وهم يحتلون صنعاء فيرون ان هذا اليوم هو الند الوطني لسلالية “الرسي” بطبعتها الحوثية وايغالها الرافضي فكلما قرب موعده شرعوا يطاردونه قبل مجيئة في الحارات وفي المدارس والجامعات ومطاردة الناشطين واختلاق مؤامرات .. الخ ، ويختلقون تهم تتناسب ونشاط كل ناشط لمنع الاحتفاء بهذا اليوم الا احتفاء باهت منهم سيوقدون الشعلة ويرفعون الاعلام بمواصفاتهم وشعاراتهم اذا ما قرروا ان يستغفلوا به الشعب
.
ومع ذلك بقيت 26 سبتمبر “ايقونه” ورمز لأمل لم يتحقق في الواقع لكنه ظل راسخا في العواطف الشعبية والنخبوية كأعياد عاطفية لدى قطاعات واسعة ممن ظلوا يعقدون عليها الامال ولم يجدوا ايقونة تجمعهم الا ذلك اليوم ، رمزٌ توجبه اللحظة الراهنة بكل مآسيها في مقاومة السلالية ومشروعها الفارسي.
اما عدن خاصة والجنوب عامة فقد تحولت عواطفها عن سبتمبر ولم تعد بذاك الدفء ولا تلك الحرارة الملتهبة ولم تعد ثورة وطن واحد ، فيكفي لاثارة نخوة شرفائها ان سبتمبر “ادارها بالاستعمار” ، فصار رمز ليوم سلب وتهمش وجعل ثروته ملكية خاصة بل مازالت نخبهم تنفث سمومها في الجنوب حتى مع تضاءل آمالهم في هزيمة الحوثي واستعادة الشمال
أنه الدهر دُول ف”كل ساقٍ يُسقَى بما سَقى”
صالح علي الدويل باراس
25سبتمبر 2024م