في عالمٍ تتداخل فيه المواقف وتتشابك المصالح، غدا الدفاع عن الباطل والغرور هو السمة البارزة لبعض النفوس، حتى أصبح من النادر أن تجد من يتحدث بصدق عن الحقيقة. لقد تغيرت المبادئ، وراجت مفاهيم جديدة تجعل من المجاملة والتزلف أسلوباً للحياة، بدلًا من الشجاعة في مواجهة الواقع بجرأة.
تدافع بعض الناس اليوم عن المواقف التي يعلمون في أعماقهم أنها خاطئة، ويجاملون من لا يستحق الثناء، لأسباب تتجاوز النبل والشرف. تجدهم في مجالسهم، يبدون بمظهر الواثق وهم يبررون الأخطاء ويغضون الطرف عن الحقائق. ينسون أو يتناسون أن المجاملة المفرطة قد تكون بمثابة خنجر في ظهر المبادئ والأخلاق.
أصبح البعض يفضلون أن يظلوا في دائرة الراحة الوهمية، التي لا تتطلب منهم سوى التطبيل والتزمير لأناس لا يستحقون الثناء. أما الحق، فقد بات يتلاشى في ظل الضغوط الاجتماعية والمصالح الشخصية، مما جعلنا نعيش في زمنٍ تتفشى فيه الزيف وتزدهر فيه الحيل.
في هذا الزمن، يصبح من الضروري أن نتذكر أن الدفاع عن الحقيقة والصدق هو شرفٌ نعتز به، وأن المجاملة لمَن لا يستحقها لا تسهم سوى في نشر الباطل وتعميم الجهل. لنُعيد النظر في قيمنا ومبادئنا، ولنسعى جاهدين للحفاظ على نقاء الحقيقة وسط كل هذه الفوضى.
مازن الشعبي