قنا24 | بشارالثمادي
إنّ الهوان والعجز الذي يدب في الجسد العربي اليوم إلى درجة أن يحاول الصهاينة إنتزاع عضواً من جسده إن لم أقل اكثر من عضو دون أن يعبر عن رفضه لما يتعرض له هذا العضو، الذي غدت دامية جراحه اليوم من هول ما يقاسي من وجع وانتهاك بطرق وحشية يدفع بها الخصم الصهيوني لسلخ فلسطين وفصله عن محيطه العربي ومحو شعبه من الوجود، عدا الصياح والتنديد والوعيد والخطابات والتصريحات على القنوات الفضائية ووسائل الإتصال الاعلامية او الإستنجاد بمنظمات الامم المتحدة، الوسائل الوحيدة التي تنافس في ٱستخدامها كل الحكام العرب لا اعلم هل لتعبير عن رفضهم لما يتعرض له الشعب الفلسطيني أم لتعبير عن عجزهم وحالة الضعف الغير مسبوقة التي يعانوها،
هذا الهوان والظعف ليس قديماً قدم الانظمة العربية فقد كان الوطن العربي حتى وقت ليس بالبعيد جسداً قوياً موحداً إذا اشتكى منه عضواً تداع له سائر الجسد بالسهر والحمى، ليس قديماً حتى تُعاد أسبابه إلى الانظمة والحكومات العربية نفسها، وإغفال عوامل أو اسباب أخرى هي في الحقيقة من أفرزت هذا الضعف الذي يكتنف الموقف والقرار العربي اليوم إزاء المجازر والحرب الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق اطفال ومدنيين وأبرياء الشعب الفلسطيني، في إنتهاك صارخ للقيم الإسلامية والقوانين الدولية وحقوق الإنسان التي تجرم إنتهاكها.
لا يمكن اليوم بأي شكل من الاشكال فصل أسباب الضعف والهوان البادي على النظم العربية وقراراتها ومواقفها المرتعشة عن العوامل التي أفرزها التواجد الإيراني المباشر أو غير المباشر عبر وكلائها في المنطقة بالإضافة إلى بقية التنظيمات الإرهابية كالقاعدة وداعش والإخوان المسلمين في منطقة الشرق الأوسط ككل.
إن الدول العربية طوال عقدان من الزمن تعيش عرضةً لتهديدات إيران ووكلائها وشبكة الولائات السياسية لها في المنطقة التي سعت ولا زالت تسعى وبكل الإمكانيات والوسائل المتاحة لديها لزعزة الأستقرار والامن الوطني لأغلب الدول العربية وقد نجحة في أكثر من دولة؛ وذلك عبر إشعال الثورات والإنقلابات وخوظ تيارات التغيير للأنظمة العربية ناهيك عن تغذية الحروب الأهلية والثارات والصراعات البينية في معضم الدول العربية، ولمواجهة التهديد الذي ولدته إيران ووكلائها؛ تبذل الدول العربية منذ زمن جهوداً حثيثة واعمالاً دؤوبة في سبيل ذلك، وسخرت مجمل تركيزها واهتماماتها في معالجة شؤونها الداخلية المضطربة بفعل النشاطات الإيرانية التي ركزة بأستمرار على اختراق الجبهات الداخلية لها ، وكرست الدول العربية في سبيل إنزال ايران عن ابراجها العاجية ومعارضة اهدافها ومشاريعها التوسيعية في منطقة الخليج وشبة الجزيرة العربية وردع تهديداتها للإمن القومي العربي الكثير من الطاقات والموارد, وأهملت العديد من المسائل الإستراتيجيه ذات الأهتمامات المشتركة بما فيها القضية الفلسطينية, وكذلك أهملت الخطط الاستراتيجية للتنمية التي كانت قائمة في اغلب الدول العربية قبل أن تسبح تهديدات ايران في محيطها وفلكها, وتوقفة عجلة التطور لمعظم البلدان العربية الذاهبة نحو النمو ومنافسة الدول المتقدمة الحديثة
إيران الحاظرة في كل الملفات السياسية الشائكة في المنطقة هي الحاظرة في إفشال كل الجهود والمساهمات والإستراتيجيات العربية المذولة لتحقيق التقدم وصنع الإستقرار على كافة الإصعدة, فمواجهة تهديدات إيران منذ اكثر من عقد والإنشغال بمعالجة مشاكل وكلائها المفتعلة في اكثر من دولة عربية حالت دون تطوير الدول العربية لقدراتها التسليحية والعسكرية والتصنيعية، او القيام بأي أدوار تنموية او انتاجية وافشلة كل الخطط الإنمائية وكل ما يمت للقوة والإستقلال بمختلف اشكاله عن الغرب بصلة، والتي لولا نشاطات وكلاء ايران المهددة للمصالح العربية واستتباب الأمن الوطني والقومي العربي منذ عقود لكانت اليوم قوية مهابة الجانب ومستقلة القرارات،
إيران عبر وكلائها جعلت الدول تغدوا اليوم مجرد دول مستهلكة للمنتجات الغربية سواءاً الغذائية أو الصناعية او التعليمية او التكنلوجية والعسكرية، دول فارغة الايادي من كل اشكال القوة، دول غير منتجة، فكل احتياجاتها الاساسية وكل مقومات حياة شعوبها مستوردة من الغرب، حتى غدت غير مستقلة قراراتها مرهونة بيد الغرب، بحاجة ماسة إلى الغرب أكثر من حاجتها لبعضها البعض هكذا لسان حالها يقول