حين شاهدت المليشيات السلالية تطارد حملة إعلام الجمهورية اليمنية وتلقيها في سيارات البلدية وتطارد متظاهرين في أحد “الجولات” في صنعاء ، تذكرت ضواري “الأمن المركزي” أيام عفاش وهم يطاردون المتظاهرين السلميين الجنوبيين في عدن وينتزعون الإعلام ويضربون بالهروات بل يطلقون الذخيرة الحية قتلا وجرحا في أيام الحراك السلمي الجنوبي ، فدارت الأيام وعلى قول المثل الشعبي “اذا مسح خوك بن عمك انقع!!
الحوثي يعرف كيف “يقطرن” نظامه سياسيا ، فهو لن يستخدم طريقة الأمام “أحمد ياجناه” بل سيصمم شراكة مكونات فارغة المحتوى تاتمر بأمر “المرشد” ” كالحالة الايرانية ، وسيجعلهم “ورقة توت ” لحكومة وطنية وسيجد من ذات الاحزاب التي تحتكر الخطاب الوطني اليمني أدوات زينة وغطاء سياسي يخدمه!!، فهو ليس غرّ بليد من مخرجات “كهف في مران” كما يحلو لهم وصفه ، بل يتكيء على ظاهرة تاريخية منطلقة من التأسيس الفكري والعقدي للهضبة ويعرف حقيقة ثوابت الثورة التي يولولون بها ، وأنها لم تتحول إلى مشروع مصلحة في اليمن ، أما في الجنوب فصارت احتلالا !! ، ولا تحولت الى منظومة قيمية في اليمن تستوجب الدفاع عنها والتضحية من اجلها ، فهو يعرف حقيقة تمثيلها في الشراكة اليمنية في مؤسسات الجمهورية العصبوية وحجم تمثيل كل منطقة من اليمن فيها ، والآن مر قرابة عقد من الزمان على الانقلاب وهو آمن مطمئن ويفاوض “دول العدون حسب وصفه ” وفي بطنه “بطيخه صيفي” من جبهته الداخلية المعنية بالثوابت.
مصلحة الثوابت علّق عليها أحد الساخرين بالقول :”بان أصحاب المصلحة الحقيقة من محافظ وما فوق !!” فقد كانت ثوابت سبتمبر وامتيازاته مصلحة مسؤولين أكثر منها منظومة حمّت اليمني وحققت المواطنة في اليمن ، ثوابت ما غيرت شيئا ، استفاد منها تجار نفوذ وسلطة ، والقادة العسكريين ، والمشائخ الأصلي “مش نصف كم” وفئات سياسية وحزبية أغلبها الآن “متفندقة” في الخارج.
لذا فان الحوثي مطمئن لاجراءاته السابقة واللاحقة ، وهو عمل هذه الزوبعة ليس رهبةً من ثوابت سبتمبر بل ليصفّي آخر “تابوت” يراهنون عليه ، وبتوجيه من أعلى مستويات القرار لكي يتخذ تغييرات جذرية قد نراها قريبا جدا، وعلى القول الشعبي “آوت الطيور وكورها”.