القراءة الصوتية
قنا24 | سوريا
في تطور لافت، أطلقت المعارضة السورية سراح جميع الأسرى المحتجزين في الطوابق العليا من سجن صيدنايا، بعد سيطرتها الكاملة على المنشأة إثر طرد قوات النظام السوري من المنطقة.
السجن، الذي لطالما كان رمزاً للقمع والانتهاكات، شهد خروج العشرات من المعتقلين وسط مشاهد امتزجت بالفرح والحزن.
الأسرى المحررون وصفوا ظروف احتجازهم بأنها قاسية وغير إنسانية، حيث تعرضوا للتجويع وسوء المعاملة على مدار سنوات.
وأكدوا أن ما يجري في الطوابق السفلية أشد قسوة ورعباً، حيث يُعتقد أن آلاف المعتقلين ما زالوا يقبعون فيها في ظروف مجهولة.
في ظل هذه التطورات، ناشد أهالي المعتقلين المنظمات الحقوقية والخبراء الدوليين للتدخل وفتح الطوابق السفلية السرية في السجن. تُعتبر هذه الأقسام مغلقة بالكامل منذ سنوات، ولم يُسمح لأي جهة مستقلة بالوصول إليها، ما يثير المخاوف من وجود انتهاكات جسيمة ضد المعتقلين داخلها.
وقالت إحدى العائلات التي كان لها قريب في السجن: “فرحتنا لم تكتمل بعد، نحن بحاجة لمعرفة مصير أبنائنا المفقودين. ندعو كل الجهات المعنية للتحرك الفوري قبل فوات الأوان”.
منظمات حقوقية عدة طالبت بإجراء تحقيقات دولية شفافة حول ما حدث في سجن صيدنايا، مشددة على ضرورة تقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة فيه للعدالة.
كما دعت إلى تمكين فرق إنسانية مستقلة من دخول السجن لتقييم الوضع وتقديم المساعدة الطبية والنفسية للمعتقلين الذين تم العثور عليهم.
على مدى عقود، عُرف سجن صيدنايا كواحد من أكثر السجون قسوة في العالم، حيث كان مسرحاً لانتهاكات جسيمة من تعذيب وقتل وإخفاء قسري. تحرير الطوابق العليا يفتح نافذة أمل للأهالي، لكنه يسلط الضوء أيضاً على الحاجة الماسة لاستكمال المهمة والكشف عن حقيقة ما يحدث في الطوابق السفلية.