(قنا24 – بي بي سي)
تفاجأ اللبنانيون مساء الجمعة الفائت ببيان صادر عن السفارة السعودية في بيروت، يدعو المواطنين السعوديين إلى الابتعاد عن المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة ومغادرة لبنان فوراً.
بيانٌ تلته بيانات خمسة من دول مجلس التعاون الخليجيّ الأخرى، وإن تفاوتت محتوياتها ولهجاتها.
ففيما جدّدت كل من السعودية والإمارات والبحرين الطلب من مواطنيها عدم السفر إلى لبنان، دعت قطر والكويت وعمان مواطنيها إلى توخي الحذر والابتعاد عن المناطق التي تشهد نزاعات مسلّحة، من دون الإشارة إلى منعهم من السفر إلى لبنان.
الملفت أن البيانات صدرت بعد توقف الاشتباكات في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، الواقع قرب مدينة صيدا جنوب لبنان، والتي دامت أياماً عدة على خلفية مقتل عنصر في تنظيم إسلامي أدى إلى اندلاع الاشتباكات.
تلك الاشتباكات خلّفت 13 قتيلاً وعدداً من الجرحى من بينهم جنود من الجيش اللبناني، كانوا يتمركزون على نقاط تفتيش ثابتة عند مداخل المخيم.
لكن الاشتباكات توقفت صباح الأربعاء الماضي، بموجب هدنة اتفقت عليها هيئة العمل الفلسطيني المشترك، أما البيان السعودي فصدر مساء الجمعة، أي بعد أكثر من 48 ساعة من اتفاق الهدنة.
فأي مناطق نزاع كانت تقصدها السفارة السعودية في لبنان مع توقف الاشتباكات؟
سؤال آخر أثار الاستغراب في الأوساط اللبنانية يتعلق بعدد السعوديين في لبنان، وهو قليل جداً. فالسلطات السعودية لا تسمح بسفر مواطنيها إلى لبنان منذ سنوات إلا بموجب تصريح مسبق، وغالباً ما يأتي الجواب عليه من السلطات بالرفض.
والسعوديون الموجودون في لبنان، إما موظفو السفارة السعودية لدى بيروت، وأفراد عائلاتهم، وإما موظفو شركات سعودية من بينها الخطوط الجوية السعودية، والتي اختطف أحد موظفيها في أواخر شهر أيار/مايو الماضي من قبل عصابة طالبت بفدية مالية.
غير أن القوى الأمنية اللبنانية تمكّنت حينها من ملاحقة أفراد العصابة وتوقيف بعضهم، ومن تحرير المواطن السعودي عند الحدود اللبنانية السورية.
وهناك سعوديون يأتون إلى لبنان من دون الحصول على تصريح من بلدهم، وذلك عبر السفر إلى بلد ثان قبل الوصول إلى لبنان.