قنا24 | وكالات
تُستأنف الأحد في القاهرة المباحثات الهادفة لإبرام هدنة بين إسرائيل وحماس التي تؤكد باستمرار التمسّك بشروطها لوقف الحرب في القطاع بالرغم من الخسارات الكبيرة التي منيت بها، في وقت يعتقد مراقبون أن حماس تمانع في التوصل إلى هدنة بما يعني ذلك استمرار الحرب والقصف والتدمير، وأن هدفها أن تزيد من تراجع سمعة إسرائيل دوليا.
ويَحُلُّ مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر وحماس في العاصمة المصرية لاستكمال البحث في اتفاق يتيح وقف القتال لإدخال المزيد من المساعدات، والإفراج عن رهائن إسرائيليين في القطاع، مقابل معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأعلنت حماس أن وفداً برئاسة القيادي خليل الحية “سيتوجه إلى القاهرة استجابة لدعوة” مصرية.
◄ إدانة إسرائيل مكسب لحماس والفلسطينيين لكنه قد يتبدد ما إن تشتعل حرب مباشرة مع إيران أو حزب الله
وذكّرت بأن مطالبها لتحقيق الهدنة “تتمثل في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة”.
وأكدت أن هذه “مطالب طبيعية لإنهاء العدوان، ولا تنازل عنها”.
ورغم معرفتها المسبقة بأن إسرائيل لن تقبل بهذه الشروط، فإن حماس تستمر في المطالبة بوقف كامل ودائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيل إلى ما قبل عملياتها في الثامن من أكتوبر.
ومن الواضح أن حماس التي خسرت حكومتها في غزة، وفقدت الكثير من قادتها الميدانيين، وتشعر أن الناس يحملونها المسؤولية عن الدمار الذي تعرضوا له بسبب دخولها حربا غير متكافئة، تريد استمرار الحرب بهدف واضح هو إثارة المزيد من الغضب الدولي على إسرائيل وتقديمها في صورة البلد الذي يخترق كل الضوابط في معاملة اللاجئين واستهداف المنظمات الإنسانية التي تخدم اللاجئين والنازحين.
ولا شك أن الردود الدولية الغاضبة على حادث استهداف موظفي الإغاثة التابعين لمنظمة “وولد سنترال كيتشن” (المطبخ المركزي العالمي) قد شجعت حماس على المزيد من المكابرة في مفاوضات الهدنة بالرغم من الضغوط المصرية والقطرية عليها.
وربما تكون إدانة إسرائيل هي المكسب الوحيد لحماس والفلسطينيين لكنه قد يتبدد في لحظة ما أن تشتعل حرب مباشرة مع إيران أو بالنيابة مع حزب الله لتصبح حربا إقليمية ودولية تنجح من خلالها إسرائيل في تقديم نفسها كضحية في محيط إقليم معاد.
وأقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب سلسلة “أخطاء جسيمة”، مؤكدا أنه ظن أنه كان يستهدف “مسلحا من حماس” عندما قصف ثلاث سيارات تألف منها موكب للمنظمة.
وطالبت “وورلد سنترال كيتشن” بتحقيق “مستقل”، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة إلى إجراء “تحقيق جنائي” بتهمة “القتل”.
واعتبرت أستراليا السبت أن ما عرضته إسرائيل حول مقتل عاملة إنسانية أسترالية “غير كافٍ”.
وأوردت قناة “القاهرة الإخبارية” القريبة من السلطات المصرية السبت أن العاصمة “تستضيف الأحد اجتماعات لبحث سبل استعادة الهدوء في قطاع غزة”.
ومع تصاعد الحصيلة البشرية والأزمة الإنسانية وخطر المجاعة في القطاع الذي يقطنه 2.4 مليون نسمة، شدّدت واشنطن الداعمة لإسرائيل من لهجتها حيال الدولة العبرية هذا الأسبوع.
وأبلغ الرئيس الأميركي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضرورة حماية المدنيين الفلسطينيين والتوصل إلى “وقف فوري لإطلاق النار” يتيح الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في القطاع.
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية مساء الجمعة إن بايدن “كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به”.
وشدد على أن “وقف إطلاق النار كان سيتحقق في غزة لو وافقت حماس ببساطة على الإفراج عن الفئة الأكثر ضعفا من الرهائن: المرضى والمصابون والمسنّون والشابات”.
وأكدت “القاهرة الإخبارية” أن المباحثات سيشارك فيها رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” وليام بيرنز، ورئيس جهاز الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ويمثّل الجانب المصري رئيس المخابرات العامة عباس كامل.
◄ مطالب حماس لتحقيق الهدنة: في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الاحتلال من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكنهم وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة
وتشهد المحادثات تعثّرا منذ أسابيع، وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل “بالمراوغة” و”التشدد”.
وسبق للطرفين أن توصلا إلى هدنة لأسبوع أواخر نوفمبر، أتاحت الإفراج عن أكثر من مئة رهينة وإطلاق سراح 240 من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وبينما رأى بايدن أن إسرائيل تقوم بما طلبته واشنطن على صعيد إيصال المساعدات غداة تحذير وجّهه إلى نتنياهو، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير المعلنة “مشتتة” وغير كافية.
وندّد مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث بـ”خيانة الإنسانية”. ودعا في بيان السبت إلى “تصميم جماعي على محاسبة (المسؤولين) عن هذه الخيانة للإنسانية”.
وأضاف “بالنسبة إلى سكان غزة، لم تحمل أشهر الحرب الستة سوى الموت والدمار وإمكان (وقوع) مجاعة وشيكة تسبب بها الإنسان”.
وتحذّر المنظمات الإنسانية من أن خطر المجاعة يتهدد أكثر من مليوني شخص في القطاع، وخصوصا في مناطقه الشمالية.