قنا24 | واشنطن
كشفت قناة “فوكس بيزنس” الأمريكية، أن إيران حصلت على مليارات الدولارات من أموالها المجمدة في الخارج خلال الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت شرارتها في الـ 7 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. في إشارة إلى الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول الإيرانية المجمدة في كوريا الجنوبية ونقلها إلى قطر.
وذكرت القناة الأمريكية في تقرير لها، “ربما يتم إيلاء معظم الاهتمام لهذه الأموال، التي يضطر البيت الأبيض إلى إبقائها بعيدة عن متناول طهران بسبب الضغوط، ولكن تم إيلاء اهتمام أقل برفع الحجز عن 10 مليارات أخرى في العراق وتحويلها إلى عمان”.
ووفقا للتقرير، فقد تمكنت إيران من الوصول إلى هذه الأموال في خضم الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
عمليتا تحويل
وأكدت إليزابيث روزنبرغ، مساعدة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية، “عمليتي تحويل تتعلقان بإيران”. وبحسب فوكس، فقد أُدلي بهذه التصريحات خلال تحقيقات لجنة الخدمات المالية بمجلس النواب الأمريكي.
وفي الأيام الأخيرة، سأل صحافيون المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية عن تحويلتين ماليتين مرتبطتين بإيران في عمان، لكنه قال “إنه لا علم له بذلك”.
وكتبت فوكس أنه عندما سُئل عن تفاصيل تحويل الأموال إلى إيران في عمان، قال روزنبرغ إنه “ليس من المناسب مناقشة الأمر علنًا، وأنه مستعدّ لمناقشته في اجتماع مغلق”. وبحسب وسائل الإعلام الأمريكية فإن هذا الاجتماع لم يعقد قط.
ويعتمد العراق على إيران للحصول على الكهرباء، ويكافح من أجل إبقاء الأضواء مُنارة. وقال متحدث باسم وزارة الخزانة الأمريكية إن الأموال المنقولة إلى عمان تخفف العبء على الحكومة العراقية “التي واجهت ضغوطًا شديدة من إيران للإفراج عن الأموال مباشرة لصالح النظام الإيراني”.
وأعلن مسؤولون عراقيون كبار الصيف الماضي أنهم يتشاورون مع الولايات المتحدة لإيجاد طريقة لتحويل دين بقيمة 10 مليارات دولار إلى إيران لاستيراد الطاقة عبر دولة ثالثة.
وفي وقت لاحق أُعلن أن هذه الدولة هي سلطنة عمان، وقال المسؤولون في إيران أيضاً إن هناك 10 مليارات دولار متاحة.
سياسة الاسترضاء
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها حول سياسة الاسترضاء والتنازلات التي تتبعها إدارة بايدن لإيران: “كانت الفكرة العامة هي الحفاظ على هدوء المنطقة إلى ما بعد انتخابات 2024، لكن ليس من الواضح إن كان حجم الأموال المقدمة لإيران سوف ينتج سلاماً”.
وقالت القناة الأمريكية، إن مسؤولين بوزارة الخزانة الأمريكية وإدارة بايدن يرون أن “إيران لا يمكنها استخدام هذه الأموال إلا للأغراض الإنسانية”. لكن خصومهم من الجمهوريين يعتقدون أن سجلات إيران أظهرت أن هذه الأموال لا تذهب إلى الشعب الإيراني، بل إلى الميليشيات التابعة للدولة وتُستخدم لزعزعة استقرار المنطقة.
تعليق إيراني
وفي سياق متصل، كشف الدبلوماسي الإيراني السابق وأحد المشاركين في المفاوضات النووية في الأعوام الماضية، حسين موسويان، أمس، أن “الولايات المتحدة وجهت أخيراً رسالة لإيران بعدم طلب سحب 6 مليارات دولار من أموالها الموجودة في قطر”.
وأوضح موسويان في مقابلة صحفية “لقد قضت حرب إسرائيل على غزة عملياً على هذا الاتفاق المؤقت بين أمريكا وإيران، كما أنه لم يعد بالإمكان إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)”.
ورأى أن “احتمالات نشوب صراعات إقليمية بين البلدين أمريكا وإيران زادت أكثر مما كانت عليه في السنوات الماضية”، مشدداً على “أن إنهاء الأعمال العدائية بين أمريكا وإيران ضروري لتحقيق سلام مستقر في منطقة الشرق الأوسط”.
وختمت قناة “فوكس بيزنس” الأمريكية بأن موسويان الذي يعدّ من داعمي الاتفاق النووي حثّ “القادة الأمريكيين والإيرانيين على التحلّي بالشجاعة، وإجراء حوار شامل بهدف التوصل إلى اتفاق شامل، بما في ذلك إحياء الاتفاق المؤقت، وإحياء خطة العمل الشاملة المشتركة، وحل الخلافات الأخرى”.
المصدر: قناة “فوكس بيزنس” الأمريكية