قنا24 || غزة
أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، الخميس 21 ديسمبر 2023، سحب لواء “غولاني” من قطاع غزة بعد ستين يوما من القتال تكبد فيها خسائر كبيرة. وحسب ما ذكرت القناة الـ 13 الإسرائيلية، فإن جنود “جولاني” غادروا غزة لإعادة تنظيم صفوفهم. يأتي ذلك بعدما تكبد اللواء على مدى الأسابيع الماضية خسائر كبيرة خلال حربه في غزة، حيث قتل وأصيب المئات من ضباطه وجنوده. ففي الرابع عشر من ديسمبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي أن ضابطا يتولى قيادة كتيبة في لواء “غولاني”، أصيب خلال انفجار وقع في قطاع غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قائد قاعدة التدريب في لواء “غولاني” المقدم شاعر بركاي، أصيب بجروح متوسطة في جنوبي قطاع غزة، مضيفا أن بركاي أصيب خلال انفجار، أصيب فيه أيضا 5 جنود آخرين بجروح وصفت بالخطيرة.
في هذا السياق، قال الخبير العسكري والاستراتيجي سمير راغب إن مقتل ما يقرب من جنود أربع دوريات في حي الشجاعية، أي أكثر من 11 فردا معظمهم ضباط، بينهم عقيد وقائد سرية وقائد فصيل، دفع تل أبيب إلى ترجيح ضرورة سحب اللواء لإعادة تقييم عمله وتقويمه.
وفق كثير من الخبراء العسكريين، فإن سبب القرار تنظيمي يروم إعادة بناء استراتيجية عمل اللواء داخل القطاع، خاصة عقب تعرضه لضربة قوية، بل إن البعض في الداخل الإسرائيلي وصف مهمته بـ “الفاشلة”، وفق وسائل إعلام إسرائيلية.
كل ذلك عزز الخشية على سمعة اللواء الذي يعد مختصا في العمليات الخاصة والحروب التي تعد حاسمة لإسرائيل.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن الخسائر اليومية لهذا اللواء عالي التدريب لا تؤكد فقط خللا في طريقة عمله، بل تبرز تفوق الطرف الآخر في معرفة آلية عمله، وجاهزية لمواجهته داخل قطاع غزة. رغم أن الإدراك العسكري لهذا الأمر جاء متأخرا وفق وسائل إعلام إسرائيلية، بعد مرور أكثر من شهرين ونصف على بدء العملية العسكرية.
سحب لواء جولاني أثار مخاوف من تأثيره على معنويات باقي ألوية وفرق الجيش التي قد تثار في صفوفها مخاوف بشأن أسباب ذلك، خاصة وأن خسائر الأفراد لا يمكن ترميمها بسهولة، إذ تتطلب وقتا وجهدا كبيرين.
“لواء الشعب”
يعد لواء غولاني أحد أكبر وأهم الألوية في الجيش الإسرائيلي، إذ يتم اعتبار أفراد كتيبته بمثابة نخبة الجنود والعسكريين.
يُعرف غولاني أيضا باسم “لواء الشعب”، ويحمل شعارات فخر الوحدة وصلتها القوية بالشعب اليهودي، إضافة لكونه اللواء الوحيد الذي يمتلك السيارة المدرعة “نمار”، وليس هذا فقط إنما الأسلحة الشخصية للمقاتلين في اللواء هي أسلحة مختلفة، مثل أسلحة إطلاق النيران الرشاشة، وقاذفة القنابل اليدوية، والمدفع الرشاشة، بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية.
يرتدي جنود اللواء قبعة بنية ويسمون قوات الصدمة لأنهم يكونون في طليعة القوات البرية خلال الاشتباكات المفتوحة في الهجوم البري، وذلك لجرأتهم -كما تصفهم أدبيات العقيدة العسكرية الإسرائيلية- وتحملهم خسائر ضخمة من منطلق سياسي وديني ودوافع خاصة أخرى كاستعادة أراضيهم كما في العهد القديم. وهذا النوع من الوحدات الخاصة يعمل على التسلل عبر دفاعات العدو والهجوم على مناطقه الخلفية الضعيفة.
وفي يوليو/تموز 2006 شاركت وحدة غولاني الخاصة في الصراع اللبناني الإسرائيلي ودارت معركة طاحنة بينها وبين حزب الله في بنت جبيل قضى فيها 15 جنديا إسرائيليا.
مونت كارلو الدولية