قنا24 | متابعات
في أعقاب الهجوم العسكري الإسر.ائيلي المستمر على قطاع غز.ة، والذي دخل شهره الثاني، تتكشف أزمة إنسانية وخيمة بينما يعاني الفلسطينيون من نقص حاد في الغذاء والمياه يجعلهم يواجهون “الموت البطيء”.
وبحسب تقرير نشره موقع “972 Magazine”، يخشى العديد من السكان أن تستخدم إسرائيل التجويع كسلاح حرب وعقاب جماعي، وهو ما سيؤدي إلى تفاقم الظروف المحفوفة بالمخاطر بالفعل في الأراضي المحاصرة.
ورغم تأكيدات المسؤولين الإسرائيليين والأجانب فيما يتعلق بإيصال المساعدات الإنسانية، فإن القوافل المحدودة التي تدخل قطاع غز.ة من مصر عبر معبر رفح لم تساعد إلا بالكاد للتخفيف من حدة أزمة الجوع.
ولا تزال نقطة التفتيش التجارية الرئيسة بين غز.ة وإسرائيل وهي معبر “كرم أبو سالم”، مغلقة بالكامل ما يقيد بشدة تدفق السلع الأساسية.
وقبل اندلاع الحرب، كان ما يقدر بنحو 500 شاحنة تزود غز.ة يوميًّا بالمواد الأساسية، إلا أن عمليات الإغلاق المطولة حاليًّا والاعتداءات المتزايدة ادت إلى انخفاض هذا العدد إلى ما يقرب من 20 شاحنة فقط يوميًّا.
ومع نقص الوقود والرحلات المحفوفة بالمخاطر بسبب القصف الإسر.ائيلي للقطاع، أصبح من المستحيل تقريبًا نقل السلع الأساسية عبر المنطقة.
وتسبب النقص الغذائي في تشكل طوابير طويلة أمام المخابز التي بقيت تعمل، مع انتظار لساعات طويلة للحصول على حصة يومية لا تكفي لوجبة إفطار لعائلة صغيرة، بالرغم من امتلاء البيوت بالعائلات النازحة.
وكشف تحليل لبيانات الأمم المتحدة أجرته منظمة المساعدات الدولية أوكسفام أن 2% فقط من الإمدادات الغذائية التي كان من المقرر تسليمها إلى غزة منذ بداية الحرب قد وصلت بالفعل الى إلقطاع.
وعلى هذا النحو، فإن الحصار يؤدي فعليًا إلى تجويع 2.2 مليون شخص.
بدوره، أفاد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بأن الحصول على الخبز في غز.ة أصبح “تحديًا وجوديًّا”، خاصة وأن مطحن الدقيق الوحيد في القطاع لا يستطيع طحن ما يكفي من القمح بسبب نقص الكهرباء، إضافة إلى قصف وتدمير ما لا يقل عن 11 مخبزًا في القطاع، بينما تواجه تلك التي لا تزال تعمل نقصًا في الوقود والطحين.
ويواجه سكان غز.ة تحديات مماثلة في محاولتهم الحصول على المياه، سواء للشرب أو للاحتياجات الأساسية الأخرى، إذ أكد مسؤولو بلدية خان يونس أنه لا يوجد مياه يمكن ضخها في الأنابيب، أو سحبها من الآبار، أو توزيعها على المنازل.
وما يؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل، تدمير البنية التحتية بسبب الغارات الجوية المستمرة في غز.ة، وانهيار نظام الرعاية الصحية، وانعدام الظروف المعيشية المناسبة في شمال وجنوب القطاع، حيث المخابز مغلقة، والخضراوات شحيحة والمياه مالحة.
وفي خضم هذه الأزمة، أصبح الخوف من الغارات الجوية الإسر.ائيلية أمرًا ثانويًّا بالنسبة للعديد من سكان القطاع، إذ يعبرون عن قلقهم من رؤية أطفالهم يستسلمون للجوع والعطش، ما يرسم “صورة مدمرة” لليأس والمعاناة التي يواجهها اهل غز.ة.