قنا24 | متابعة
حذرت مديرة صندوق النقد، كريستالينا جورجيفا، من خطورة التصعيد الراهن في غزة، وقالت إنه يهدد بتدمير النشاط الاقتصادي في المنطقة.
وفي كلمتها أمام مبادرة مستقبل الاستثمار، قالت جورجيفا إن قنوات التأثر في مصر ولبنان والأردن واضحة بالفعل فهي بلدان معتمدة على السياحة التي تتأثر سلبا بالضبابية.
وقالت مديرة صندوق النقد: “نشعر بالقلق في المقام الأول بسبب مركز هذه الحرب والخسائر المأساوية في الأرواح ولكن أيضا بسبب تدمير النشاط الاقتصادي وتقليصه”، مشيرةً إلى أن “ما يحدث في الشرق الأوسط يأتي في وقت تباطؤ للنمو وارتفاع أسعار الفائدة وزيادة تكلفة خدمة الدين بسبب (كوفيد-19) والحرب”.
وفي حديثه لـ”سبوتنيك”، قال الخبير الاقتصادي، د. محمد البهواشي، إن “تداعيات الحرب تزداد يوما بعد يوم متمثلة في تراجع عام للاقتصاد الإسرائيلي بسبب التكلفة الباهظة التي يتحملها، وفي المقابل حدث دمار شامل للبنية التحتية في غزة، وهناك قطاعات كاملة أبيدت تماما، وهناك نقص هائل في الاحتياجات الأساسية في القطاع، هذا بالنسبة لدولتي الصراع، أما على صعيد باقي المنطقة فقد أثرت تداعيات الأزمة بشكل عام على اقتصادات المنطقة، عبر
زيادة الضغط على سوق النفط، وحالة الضبابية، فيما تراجعت إسرائيل عن إنتاج الغاز الذي تصدّره لمصر، والذي كانت تتم إسالته وتصديره، ما سيرفع من معدلات التضخم في المنطقة، ويزيد أيضا من مشكلة سلاسل الإمداد والتوريد نتيجة الضغوط التي سببها تجدد الصرارع واستمراريته، وهو ما يساهم في رفع معدل التضخم العالمي من جديد”.
وأكد الخبير في الشؤون الجيوسياسية والاقتصادية، د. بيير عازار، أن “دول الجوار لمنطقة الصراع هي مصر ولبنان الأردن، وهم في صلب الأزمة، لأنهم الأكثر تأثر بأي محاولة تهجير للفلسطينيين، وعلى الرغم من أن هناك تأثيرات سلبية لهذه الأزمة لكنها ستؤدي في النهاية إلى قرار إسرائيلي من تحت الطاولة من أجل إيقاف مفاعيل قانون قيصر”.
وواصل، مشيرًا إلى أن “تداعيات هذه الأزمة ستنعكس مباشرة أيضا على أزمة أوكرانيا، بعد أن انتصر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، منذ اللحظة الأولى، واستطاع أن يخلق توازنا هائلا ودقيقا، وقد تمكنت تركيا من لعب دور ذكي لتصبح ممرا لصادرات روسيا من الطاقة عندما حاولت إسرائيل تعويض صادرت الغاز الروسية لأوروبا من حقل كاريش”.
وأضاف، معتبرًا أن “هناك ارتباط بين الأزمتين الأوكرانية وأزمة الشرق الأوسط، وأن الأخيرة ستؤدي إلى تخفيف العقوبات على روسيا، لأنها تمسك بزمام الأزمة في إسرائيل، وقد بدا هذا واضحا في زيارة وفد “حماس” الأخيرة إلى موسكو”.
وأوضح الخبير أن “هناك حلفان غير مكتوبين في قطاع الغاز أولهما يضم روسيا، وسوريا وتركيا، والسعودية، مقابل حلف آخر يضم جانب لبنان من حقل كاريش، وإيران، وقطر، وفرنسا، وقد خرجت شركة “توتال” أمس من حقل قانا، ما أدى إلى كارثة حيث كانت إسرائيل تراهن على استمرار ربط أنابيب الغاز باتجاه مصر والأردن واليونان وقبرص، لكن الموقف الذي أخذه الرئيس السيسي كان مهما عندما وقف سدا منيعا ضد أي عملية تهجير، وإذا استشعرت حركة “حماس” الفلسطينية أن أي عملية تهجير ستتم قسرا ستقوم بتفجير الأنابيب وسيتم قطع شرايين الطاقة عن إسرائيل، التي تعرّضت لانتكاسة بعد أن حذرتها مصر والأردن من المساس بالأمن القومي”.
وتابع عازار، مؤكدًا أن “هذه الأزمة وإن كانت تبدو سلبية لكنها ستكون على المدي القريب مفيدة، إذ ستؤدي إلى تخفيف قانون قيصر، وما الوجود الأمريكي المباشر في المنطقة إلا من أجل إعادة التوازن للعبة الاقليمية والدولية”.
جيهان لطفي