قنا24 | قطاع غزة
وسط ممرات غير مجهزة ودون تخدير كلي، يجري الأطباء في غزة جراحات دقيقة للجرحى الذين يتوافدون على مدار الساعة، إثر عمليات القصف التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة الفلسطيني.
ويعاني القطاع الطبي في قطاع غزة الفلسطيني، نقص العديد من المستلزمات والأدوات الطبية وكذلك عدم توافر الأماكن، بعد قصف إسرائيل مستشفيات ومراكز طبية عدة في القطاع.
قال الدكتور باسل أبو وردة، طبيب مقيم في “مجمع الشفاء الطبي” بغزة، منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية ضد القطاع الفلسطيني، إن الأطباء لم يتمكنوا من القيام بأعمالهم نتيجة الاكتظاظ وحالات النزوح، وزيادة عدد حالات الجرحى بما يفوق القدرة الاستيعابية للمجمّع.
إلى جانب 1700 حالة من الجرحى الذين يرقدون على أسرتهم، يتوافد رقم مماثل على المستشفى المركزي بالقطاع، بعد انهيار العديد من المستشفيات وخروجها عن الخدمة.
في المستشفى يوجد نحو 60 ألف مواطن هربوا من نيران إسرائيل التي تنصب فوق رؤوسهم ليل نهار، نياما كانوا أو في وسط الشوارع أو بين جدران منازلهم التي تسوى في لحظة من الزمن بالأرض.
يوضح الطبيب الفلسطيني لـ “وكالة سبوتنيك”، أن جميع الأقسام في المركز مكتظة فوق طاقتها الاستيعابية، كما أن عدد الأطباء لم يعد كافيا لمتابعة الجرحى، أو حتى إجراء الجراحات العاجلة والدقيقة، مؤكدا أن العديد من الجرحى قد “يتوفى” على سريره قبل إجراء الجراحات اللازمة له، لعدم توفر غرف مجهزة، أو حتى أسرة، وفي بعض الأحيان لانشغال الأطباء بإجراء جراحات أخرى في الممرات دون تجهيزات.
وأشار إلى أنه خلال مجزرة مستشفى المعمداني، كانت العمليات تجرى في الممرات ودون تخدير كامل، نظرا لضيق الوقت وعدم توافر الإمكانيات والوقت.
وشدد على أن المستشفيات تعاني من شح الأدوات الطبية، خاصة أن العديد من الجرحى يحتاجون عمليات دقيقة لا تتوافر في المستشفى مع الوضع الحالي، مما يؤدي في النهاية إلى وفاتهم، لعدم القدرة على القيام بالجراحات اللازمة.
ولفت إلى أن هناك نحو 7 مستشفيات انهارت، وجرى تحويل الحالات منها إلى مجمع الشفاء المركزي، مما زاد الضغط على الأطباء والمجمع بشكل عام فوق قدرته الاستيعابية.
وفق الطبيب الفلسطيني، فإن جميع الأطباء في المستشفى يقيمون منذ بداية الحرب على القطاع داخل المجمع، ينامون ساعات قليلة ويواصلون العمل على مدار اليوم.
يؤكد أن جميع الأطباء يعانون من ضغط كبير، خاصة في ظل نقص عدد الكادر الطبي، والزيادة الكبيرة في أعداد الجرحى، ونقص الأدوية والعقاقير، ومستلزمات الجراحة.
وأمس الاثنين، تجاوزت حصيلة الضحايا في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل الخمسة آلاف قتيل منذ بدء الهجمات في السابع من أكتوبر.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 5300 قتيل و18000 مصاب.