قنا24 | تل أبيب
نفى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية، حسن كعبية، أن تكون بلاده هي المسؤولة عن قصف المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في قطاع غزة، معتبرًا أن لدى تل أبيب معلومات وتسجيل مكالمات وصور استخبارية تؤكد أن القصف كان نتيجة صاروخ سقط بالخطأ من الجانب الفلسطيني.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها معه وكالة “سبوتنيك”، اليوم الأربعاء، على خلفية القصف الذي خلّف قرابة 500 قتيل، وأثار رودد فعل دولية غاضبة.
ويقول الفلسطينيون إن الجيش الإسرائيلي قصف المستشفى دون سابق إنذار، فيما أفادت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة “المجزرة” الإسرائيلية التي استهدفت مستشفى المعمداني، مساء الثلاثاء، بلغت 471 قتيلا منهم 28 حالاتهم حرجة.
وكان الضحايا قد نزحوا إلى المستشفى ومحيطه تحت وطأة تحذيرات ودعوات من الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم.
وقال كعبية: “هناك معلومات وتسجيل مكالمات مع مقاتلين من حماس وصور من الاستخبارات الإسرائيلية تقول إن الجهاد الإسلامي قام برشق صواريخ وأن أحدها فشل وغيّر مساره وسقط في ساحات المستشفى”.
وتابع المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية: “لكن للأسف رواية شبكة الجزيرة في الساعات الأولى بأن إسرائيل هي من قصفت خطأ وهذه في الأصل رواية لحماس”.
وشدد على أن “هناك خرائط لدى كل الطيارين تضم المواقع المدنية التي يحظر قصفها بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمواقع المدنية”.
ومضى بقوله: “لا نقصف الأبرياء ولذلك طلب من سكان شمال غزة النزوح إلى أماكن آمنة وليس تهجير مثل الروايات الحمساوية”، وفق قوله.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أكدت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية أن ادعاء إسرائيل أن قصف المستشفى المعمداني كان بسبب إطلاق فاشل للصواريخ “ادعاء باطل”.
وقالت الحركة في بيان إن توجيه الاتهام لها “لن يعفي العدو من مسؤوليته عن المجزرة”، مؤكدة أن “العدو يحاول فبركة الأكاذيب كعادته ليتنصل من مسؤوليته عن المجزرة الوحشية”.
ولفتت “الجهاد” إلى أن “المستشفى تلقى تهديدات علنية للإخلاء من قبل الاحتلال”، بالإضافة إلى أن “تضارب الروايات التي يقدمها العدو تكشف كذبه، وأن ما يردده في وسائل الإعلام هو محض فبركة وافتراء”.
واليوم الأربعاء، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، إن على إسرائيل، بمشاركة شركائها الأمريكيين، تقديم صور بالأقمار الصناعية تثبت عدم تورطها في الضربة على المستشفى في غزة.
وأوضحت زاخاروفا، في حديثها لراديو “سبوتنيك”: “من الواضح أننا نرى الآن رغبة في إعفاء أنفسنا من المسؤولية، إذا كانت هناك نوايا جادة وراء هذه المحاولة، ليس فقط الكلمات، ولكن النوايا الجادة لإثبات براءتهم، فإنهم بحاجة ليس فقط للتعليقات في وسائل الإعلام وعلى الشبكات الاجتماعية، ولكن عليهم تقديم الحقائق أيضا”.
وخاطبت الخارجية الروسية السلطات الإسرائيلية، بقولها: “رجاءً كونوا لطيفين، وقدموا صورا للأقمار الصناعية، وسيكون من الجيد أن يفعل الشركاء الأمريكيون ذلك، والذين سيشهدون حول جغرافية الرحلات الجوية بأكملها، مع كل التفاصيل التي كانت متاحة في تلك اللحظة”.