قنا24 | قطاع غزة
حذرت مصر من مطالبة الجيش الإسرائيلي سكان قطاع غزة وممثلي الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في القطاع، بمغادرة منازلهم خلال 24 ساعة والتوجه جنوبا.
وقال بيان لوزارة الخارجية المصرية، أمس الجمعة، إن هذا الإجراء يعد “مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، ويعرض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم لمخاطر البقاء في العراء دون مأوى في مواجهة ظروف إنسانية وأمنية خطيرة وقاسية، فضلا عن تكدس مئات الآلاف في مناطق غير مؤهلة لاستيعابها”.
وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن الإقدام على تلك الخطوات التصعيدية، لما سيعقبها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح بيان الوزارة أنه “على ضوء ما هو مقرر من إحاطة الأمم المتحدة لمجلس الأمن يوم الجمعة بشأن هذا التطور الخطير، طالبت مصر مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذا الإجراء”، داعية الأمم المتحدة والأطراف الفاعلة دولياً إلى التدخل للحيلولة دون المزيد من التصعيد غير محسوب العواقب في قطاع غزة.
في حديثه لـ”سبوتنيك” قال أستاذ العلوم السياسية والأمن القومي، رامي عاشور، إن “هناك تحديات تواجه الأمن القومي المصري من تصفية القضية الفلسطينية، وترحيل الفلسطينيين عن طريق استخدام الأسلحة الفتاكة ضد المدنيين وإجبارهم عبر تخييرهم بين الموت أو النزوح إلى سيناء”.
وأوضح أنه “في ظل حالة التهديد هذه لا تملك مصر أي بديل إلا العمل بكل ما أوتيت من قوة تجاه وقف العنف واللجوء إلى التفاوض كأحد أهم الأدوات السلمية لحل المنازعات لأن تصفية القضية بهذا الشكل غير مقبول لا لمصر ولا للدول العربية التي لم تصدر أي بيان لدعم “حماس”، بما يعني أنهم يرفضون ما حدث، لأنه ينذر بعنف شديد، خاصة أن معادلة القوة ليست في صالح “حماس”، ومن الطبيعي أن ترد إسرائيل بقوة وهو ما لا تريده الدول العربية التي من مصلحتها الاستقرار بدليل اتفاقيات السلام”.
وأضاف أن “حماس أعطت الذريعة لإسرائيل باستخدام القوة وفقا لمبدأ حق الدفاع عن النفس، خاصة أن حماس استهدفت مدنيين، فضلا عن أن قطاع غزة غير محتل بالمنطق الواقعي للقانون الدولي”.
من جانبه، أوضح أستاذ العلوم السياسية، طارق فهمي، أنه “لا أحد يضمن إسرائيل بشأن إمكانية تقبل بعض الأفكار الأمريكية الخاصة بالتهدئة”، لافتا إلى أنه قد يكون للتحركات الدبلوماسية العربية والروسية انعكاسات حيث قدم الجانب الروسي مشروع قرار لمجلس الأمن، كذلك البرازيل”.
ولفت إلى أن “وزير الخارجية الأمريكي توني بلينكن لم يستمع كثيرا إلى بعض الرؤى الخاصة بالتهدئة، هو يتحدث عن الرهائن والأسرى”.
وتوقع الخبير أن “إسرائيل ستحتاج إلى بعض الوقت إذا مضت في عملية اقتحام غزة لتحسب ما يمكن أن يجري، خاصة أو الولايات المتحدة ليس لديها مقاربة للتعامل مع الأمر، لأن أولويتها فقط في تحرير الأسرى والرهائن، وهذا ما ثبت من زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين خلال الساعات الأخيرة”.
وقال إنه “بالتالي هناك أولوية عسكرية قتالية، خاصة في ظل المستوى العسكري الجديد الذي يتشكل في إسرائيل، وهذا المستوى من تشكيل حكومة جديدة سيكون له انعكاس لأنه تم الاستعانة بعدد من كبار العسكريين في الجيش الاسرائيلي من أجل تغيير الموقف السياسي”.
وأكد الباحث السياسي، حسام طالب، أن “الموقف العربي لا يرتقي إلى مستوى الجريمة التي ترتكبها إسرائيل اليوم، فهي لا تقاتل حماس بل تقتل المدنيين، وكل ما جرى على المستوى العربي والدولي لا يرتقي إلى مستوى الجريمة التي ترتكبها إسرائيل في غزة”
وأوضح الخبير أن “كل المعطيات كانت تشير إلى أن غزة ستكون تحت النار بعد الأعياد اليهودية، وسيقوم نتنياهو بالهجوم على غزة لإنقاذ نفسه داخليا، وللخلاص من غزة، ولهذا لم يكن أمام حماس والمقاومة إلا المبادرة بفتح المعركة، وما حدث هو أن هجوم المقاومة سرع المعركة لكنه لم يبدأها فالعدوان الإسرائيلي على غزة مستمر، ولم يتوقف منذ عام 1948”.
إعداد وتقديم: جيهان لطفي
سبوتنيك