القراءة الصوتية
قنا24 | مازن الشعبي – نادية الماس – العاصمة عدن
في جو من التضامن والتكافل، وتزامنًا مع اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، نظمت مجموعة من الطلاب في الجامعة الألمانية في مدينة عدن فعالية إنسانية تحت عنوان “الطبق الخيري”، التي تجمع بين العطاء والتعاون الاجتماعي، لتسليط الضوء على قضايا الفئات الأكثر حاجة في المجتمع.
تأتي هذه الفعالية في وقت يعاني فيه الكثيرون من تحديات اقتصادية واجتماعية، لتكون بمثابة جسر يربط بين أبناء المجتمع ويشجعهم على المشاركة الفاعلة في خدمة المحتاجين. وقد حرص المنظمون على أن تكون هذه الفعالية محط أنظار المجتمع المحلي، حيث تقوم بتوزيع المساعدات الغذائية والمالية للأسر المعسرة وذوي الاحتياجات الخاصة ومرضى السرطان، وهي فئات تواجه صعوبات متعددة في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد.
التكافل الاجتماعي: جوهر المبادرة
“الطبق الخيري” هو أكثر من مجرد فعالية لتقديم المساعدات، إنه دعوة حقيقية للجميع للمشاركة في تحسين حياة الآخرين وتعزيز مفهوم التعاون. فالمبادرة لا تقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، بل تسعى أيضًا إلى نشر الوعي بأهمية التكاتف الاجتماعي والإنساني في مواجهة الصعاب. وتؤكد على دور الشباب الجامعيين في قيادة التغيير والمساهمة في إحداث فارق ملموس في حياة المجتمع، حيث يعكسون من خلال هذه الفعالية روح العطاء والتعاون.
وتعكس الفعالية قوة الشباب في العدالة الاجتماعية، فبالإضافة إلى الأثر المادي الذي توفره هذه المبادرة، فإنها تساهم أيضًا في تعزيز قيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع، مما يساهم في بناء مجتمع قوي ومتحد.
إشراك المجتمع: دور الطلاب في المبادرة
من خلال هذه الفعالية، أظهر الطلاب الجامعيون في الجامعة الالمانية بالعاصمة عدن روح المبادرة والانخراط في العمل المجتمعي. حيث شاركوا بجد في تنظيم الفعالية من خلال جمع التبرعات وتوزيع المساعدات على الأسر المستهدفة. كان الطلاب على وعي تام بأنهم لا يقدمون المساعدات فقط، بل يقدمون الأمل والطمأنينة لأولئك الذين يعانون في صمت، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تشهدها المدينة.
وقالت منار عدنان العولقي إحدى المشاركات في التنظيم: “نحن هنا لا نعمل فقط على تقديم المساعدات، بل نعمل على بناء جسور من التعاون والإنسانية، كلنا نؤمن بأن العطاء هو السبيل لخلق مجتمع أفضل.” وأضافت: “نريد أن يشعر الجميع بأنهم جزء من هذا المجتمع، وأن لديهم دورًا في تحسين حياة الآخرين.”
مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة: التركيز على الفئات الضعيفة
في قلب هذه الفعالية، يأتي دعم ذوي الاحتياجات الخاصة كأولوية رئيسية. ففي يومهم العالمي، تكتسب هذه الفئة أهمية كبيرة ويزداد دور المجتمع في توفير الدعم المادي والمعنوي لهم. لقد بذل القائمون على الفعالية جهدًا خاصًا لتحديد الفئات التي تحتاج إلى الدعم، وتوزيع المساعدات على العديد من الأسر التي تضم ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى توفير بعض المستلزمات الضرورية التي تساعد في تلبية احتياجاتهم الأساسية.
إرث من التضامن والتعاون
“الطبق الخيري” ليس فقط فعالية عابرة في عدن، بل هو جزء من إرث اجتماعي يعزز من ثقافة العمل الخيري بين أفراد المجتمع. إن هذه المبادرات المجتمعية تساهم في رسم صورة مشرقة من التعاون بين مختلف فئات المجتمع، وتؤكد على أهمية الالتزام بالمسؤولية الاجتماعية في كافة الأوقات.
ختامًا، تبقى فعالية “الطبق الخيري” نموذجًا مميزًا يُحتذى به في العمل المجتمعي، حيث تسهم في تحسين أوضاع الفئات الأكثر ضعفًا في المجتمع وتبث روح الأمل في قلوبهم. إنها دعوة لكل فرد، بغض النظر عن وضعه الاجتماعي أو الاقتصادي، ليكون جزءًا من هذا النسيج المتماسك الذي يعمل معًا من أجل بناء مجتمع يتسم بالرحمة والعطاء.