(قنا24 – بلومبرغ)
تستعد أوروبا لتدفق محتمل لمادة مخدرة ارتبطت بالشرق الأوسط، فيما تدفع التحولات السياسية والحملات الصارمة في الخليج منتجيها في سوريا ولبنان، إلى طرق أبواب أسواق جديدة.
تقول وزارتا الخارجية والخزانة الأميركيتان ووزارة الخارجية البريطانية بالإضافة إلى باحثين مستقلين إن أفراداً ومجموعات مرتبطة بالرئيس السوري بشار الأسد وحليفه “حزب الله” اللبناني، تُعتبر المنتج والمهرب الأساسي للكبتاغون المصنوع من مادة الأمفيتامين، والذي تُباع الحبة منه بنحو 3 دولارات إلى 25 دولاراً.
“كوكايين الفقراء”
يسهُل صُنع تلك المادة المخدرة وهي شائعة في أجزاء من الشرق الأوسط، بين المراهقين وعمال البناء ذوي الدخل المنخفض. المادة التي يُطلق عليها “كوكايين الفقراء” يُقال إنها تفجر الطاقة وتحفز الإنتاجية واليقظة وتمنح إحساساً بالنشوة، فضلاً عن الأوهام والشعور بالقوة والمَنَعة والبأس. كما ارتبط المخدر بمسلحين في العراق وسوريا.
يقدّر باحثان بارزان في مركز “نيو لاينز إنيستيتيوت” (New Lines Institute) للأبحاث أن “الكبتاغون ولّد نحو 10 مليارات دولار على مدى السنوات الثلاث الماضية. وزعما أن أغلبها ذهب إلى الدائرة المقربة من الأسد وحلفائه، الذين لا يزالون تحت طائلة عقوبات غربية شديدة بسبب حملة قمع للاحتجاجات في سوريا عام 2011. ينفي الأسد وحكومته تورطهما في تصنيع الكبتاغون وتجارته.
تهديد لأوروبا
لكن مسؤولين وخبراء حذّروا من أن الكبتاغون سيصبح الآن على الأرجح تهديداً لأوروبا وبقية العالم أيضاً. يقول الخبراء إن حملة صارمة تشنها السلطات السعودية على الكبتاغون، إلى جانب جهودها الأخيرة للتواصل مع الأسد من أجل كبح تدفق هذه المادة المخدرة، تدفع المنتجين إلى البحث عن طرق وأسواق جديدة.
قالت كارولين روز، المديرة في “نيو لاينز إنيستيتيوت”، حيث تقود مشروعاً بحثياً عن تجارة الكبتاغون إنه “مثل أي اقتصاد غير مشروع، أصبح التجار والمهربون أكثر تطوراً وتقدماً في محاولة استهداف أسواق عبور جديدة، واكتشاف طرق أخرى، ثم محاولة إنشاء أسواق استهلاك غير معهودة. إنهم يتكيفون ويتبنون أساليب مبتكرة”.
تصدير الإدمان
وقال مسؤولان كبيران في الاتحاد الأوروبي تحدثا شريطة عدم الكشف عن هويتهما بسبب حساسية الأمر، إن تقارير الاستخبارات التي اطلعا عليها، والإفادات التي تلقياها من نظرائهم في الشرق الأوسط، تشير إلى أنه من المحتمل للغاية أن تزداد تدفقات الكبتاغون إلى أوروبا، مدفوعة بحاجة التجار في سوريا إلى السيولة، و”رغبة الأسد في تصدير الإدمان والتوتر الاجتماعي إلى بلدان يرى أنها أضرته”، وفق تعبيرهما.
دعمت القوى الأوروبية، شأنها شأن الولايات المتحدة، الاحتجاجات المناهضة للأسد، قبل أن تدعم المعارضين السياسيين والجماعات المسلحة التي تسعى للإطاحة به.