قنا24 | مازن الشعبي – العاصمة عدن
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العديد من السكان، تبرز قصة خالد غلاب، الذي يمثل صورة حية لمعاناة الكثيرين. ينحدر غلاب من محافظة الحديدة، حيث قرر النزوح إلى محافظة عدن بحثًا عن الأمل وتحسين ظروف حياته وحياة أسرته. منذ سنوات، استقر في مديرية البريقة، حيث استأجر منزلًا متواضعًا يؤويه وأسرته التي تتكون من أربعة أولاد يعانون من الإعاقة.
يمضي غلاب أيامه في العمل بالأجر اليومي، حيث يسعى بجهدٍ لتأمين لقمة العيش، ولكنه يجد نفسه غالبًا في مواجهة التحديات القاسية. ورغم حماسه وإرادته القوية، إلا أن الأيام لم تكن سهلة عليه، فالحياة في عدن، التي تفتقر إلى الكثير من مقومات الحياة الأساسية، قد ضاقت عليه أكثر بعد أن تعرض منزله لحريقٍ مفاجئ، التهم كل ما يملك وأدى إلى تدمير أحلامه في توفير حياة كريمة لأسرته.
وبعد الحريق، وجد غلاب نفسه مضطرًا للعيش في الشارع بجانب منزله المحترق، يتعرض لحرارة الشمس الحارقة والبعوض الذي لا يرحم، في مشهد يبعث على الألم. يواجه يوميًا مصاعب جديدة، يتأمل في عيني أولاده المعاقين الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، ويتحسر على حال زوجته التي تشاركه هموم الحياة وتفاصيلها الصعبة.
لا تزال أصداء معاناة غلاب تتردد في قلوب من يعرفه، حيث يسعى البعض لمساعدته، لكن الدعم يبقى دون المستوى المطلوب. يتأمل في أمل ضائع لكنه لا يفقد عزيمته، إذ يستمر في البحث عن أي فرصة للعمل، معلقًا آماله على غدٍ أفضل.
يقول غلاب: “لا أستطيع أن أترك أطفالي يعانون، سأستمر في الكفاح لأجلهم”. ورغم كل المعاناة، تبقى قوة الإرادة هي النور الذي يقوده في ظلمات الحياة، على أمل أن تلتفت إليه الجهات المعنية وذوو القلوب الرحيمة ليقدموا له العون ويعيدوا له ولأسرته بعض الأمل في الحياة.
تسلط قصة خالد غلاب الضوء على الحاجة الملحة للمساعدة والدعم للأسر المتضررة، في ظل الأزمات المتواصلة والظروف الإنسانية الصعبة التي تعيشها البلاد.