قنا24 | متابعات
قدّرت السلطات التابعة لجماعة الحوثي حجم الخسائر المادية الناجمة عن الضربة التي وجهتها إسرائيل لميناء الحديدة الواقع ضمن مناطق سيطرة الجماعة بغرب اليمن، بنحو عشرين مليون دولار، في ظل شكوك بشأن تستّر الجماعة على الحجم الحقيقي للخسائر التي توقّع خبراء أمنيون واقتصاديون أن تكون أكثر فداحة مما هو معلن.
وقال هؤلاء إنّ مناورة الحوثيين في التستر على الحجم الحقيقي لخسائرهم في الحديدة قامت على احتساب الأضرار التي لحقت ببعض البنى التحتية والمعدّات من أرصفة ورافعات وغيرها، والتغاضي عن الخسائر الناجمة عن استهداف منشآت النفط والوقود، والتي تعكس الحرائق المهولة التي شبت فيها وتعذّر إطفاؤها لعدة أيام حجم الأضرار التي لحقت بها.
وذهبت دوائر سياسية وإعلامية محلية وإقليمية حدّ توقّع أن يكون لحجم الخسائر التي مني بها الحوثيون في الحديدة تأثير على مصار الصراع الذي انخرطت فيه الجماعة باستهدافها لخطوط الملاحة في البحر الأحمر وقصفها بعض المواقع والأهداف في الداخل الإسرائيلي.
وتساءلت نفس الدوائر عن مدى قدرة الحوثيين على تحمّل المزيد من الضربات على غرار الضربة الإسرائيلية لميناء الحديدة وقدرتها على تجاوز الخسائر الجسيمة الناتجة عنها وتطويق تداعياتها الاقتصادية والمالية، وبالنتيجة الاجتماعية.
ورأت أنّه سيكون على الجماعة المدعومة من إيران ضبط حساباتها بدقة في حال فكّرت في قصف مواقع إسرائيلية حساسة على غرار قصفها لتل أبيب والذي كان سببا مباشرا في الردّ الانتقامي الإسرائيلي الشديد.
وقال مسؤول حوثي في ميناء الحديدة إنّ حجم الأضرار المادية للضربة الإسرائيلية على المنفذ البحري الإستراتيجي بلغ نحو عشرين مليون دولار من دون احتساب الخسائر النفطية.
وأغار سلاح الجو الإسرائيلي في العشرين من شهر يوليو الجاري على الميناء غداة تبنّي الحوثيين هجوما بمسيّرة مفخّخة أوقع قتيلا في تل أبيب.
وكانت تلك المرة الأولى التي تتبنى فيها الدولة العبرية هجوما على اليمن، رغم مضي عدة أشهر على شروع الحوثيين في التعرضّ لسفن تجارية في البحر الأحمر يقولون إنّ لها صلات ما بإسرائيل، وذلك في نطاق ما تقول الجماعة إنّه دعم لسكان قطاع غزّة في الحرب الدائرة منذ أكتوبر الماضي بين حركة بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
وأدت الغارات على المرفأ الذي يعدّ بوابة رئيسية لواردات الوقود والمساعدات الإنسانية إلى المناطق التي تسيطر عليها حركة أنصارالله الحوثية إلى مقتل تسعة أشخاص وجرح عدد آخر بحسب وسائل إعلام تابعة للحركة. كما تسببت باندلاع حريق هائل استمر لأيام في الميناء، وأتى على بعض الرافعات والعشرات من خزانات النفط.
وقال نصر النصيري نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر التابعة للحوثيين والمسؤولة عن الميناء لوكالة فرنس برس إن الخسائر “تتجاوز العشرين مليون دولار بالنسبة للميناء، أما المنشآت النفطية فالتقدير متروك لوزارة النفط”.
وأضاف “هناك أضرار مادية لحقت بالميناء ولحقت بالمنشآت النفطية، ومن تلك الأضرار تدمير رافعتين جسريتين وقطعة بحرية وعدد من المرافق والمباني الخاصة بالمؤسسة في الميناء”.
وبدا الميناء بعد الضربة في حالة عملياتية مع تواجد سفن حاويات على أرصفته، وقيام عمال بنقل الحاويات من جهة إلى أخرى عبر رافعات بدت إحداها متضررة جراء القصف.
وأشار النصيري أيضا إلى أضرار لحقت بالأرصفة أدت إلى “توقف أنشطة الميناء خلال فترة محددة”. لكن ليل الثلاثاء الماضي، رست سفينتا حاويات في ميناء الحديدة للمرة الأولى منذ الغارات، بحسب ما أفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين.
ومن الجانب الإسرائيلي توعدت حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحوثيين بالمزيد من الضربات في حال عاودوا قصفهم لإسرائيل، قائلة إنّ “أي طرف يهاجمنا سيدفع ثمنا باهظا جدا لعدوانه”، ومضيفة على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت أنّ “النيران المندلعة في الحديدة يمكن رؤيتها في كل أنحاء الشرق الأوسط”.
وقال خبراء عسكريون إنّ الهدف من الضربة الإسرائيلية لميناء الحديدة على شدّتها لم يكن تدمير الميناء وشلّه بالكامل، بل مجرّد توجيه إنذار شديدة اللهجة بشأن ما يمكن للحوثيين أن يواجهوه في المستقبل.
وأكّد هؤلاء أنّ الآلة الحربية الإسرائيلية قادرة على إلحاق دمار كبير بمختلف المرافق والبنى التي يستخدمها الحوثيون في إدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرتهم والحفاظ على سلطتهم هناك.
ولفتوا إلى التفوّق الإسرائيلي المطلق في مجال سلاح الطيران والذي يجعل من مختلف مناطق سيطرة الحوثي بكل بناها ومرافقها أهدافا سهلة في ظل الغياب الكامل لأي وسائل ونظم دفاعية فعالة في حمايتها من القصف.