قنا24 | العاصمة عدن
نظم منتدى الإبداع الثقافي الجنوبي عصر يوم الأربعاء ١٩ يونيو ٢٠٢٤، فعالية متميزة حول (قصيدة النثر، الشاعر، عمرو الإرياني أنموذجا), وذلك بمقر اتحاد أدباء وكتاب الجنوب بخورمكسر عدن.
وقد استهل القاص محمد أحمد محمد باسنبل، أمين المنتدى، الفعالية بكلمة رحب فيها بالحاضرين، وفي مقدمتهم الأستاذ الدكتور جنيد محمد الجنيد رئيس الاتحاد، وثم قدم نبذة موجزة عن الشاعر عمرو عقيل الإرياني، الذي نشر ديوانه الأول (محاولة للخروج من منفضة السجاير) سنة ٢٠٠٦ وديوانه الثاني (زجاج كثيف الحرية) سنة ٢٠٢٠، وانتهى مؤخرا من إعداد ديوانه الثالث (المسافة صفر).
ثم قدم مسعود عمشوش ورقة بحثية بدأها بتقديم نبذة عن قصيدة النثر في فرنسا والوطن العربي والجنوب تحديدا. وبين أن قصيدة النثر تختلف عن القصيدة التقليدية بأنها لا تتبع قواعد الوزن والقافية، لكنها تحتفظ بالكثافة العاطفية والصور الجمالية واللغة العالية. كما تتجلى الفروقات بين قصيدة النثر وقصيدة التفعيلة في عدة جوانب أخرى منها: اعتماد قصيدة التفعيلة على بنية تقليدية ترتكز على وحدة التفعيلة والالتزام بإيقاع محدد، بينما قصيدة النثر تتخلى عن الوزن والقافية التقليدية وتعتمد على الإيقاع الداخلي، وتتسم بالحرية في البنية، حيث يمكن أن تكون نصا مفتوحا وغير مقيد بأي شكل محدد.
وبالنسبة للغة والأسلوب: تستخدم قصيدة التفعيلة لغة شعرية مجازية ومكثفة، بينما قصيدة النثر تميل إلى استخدام لغة أكثر بساطة ووضوحًا، مع التركيز على التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل مباشر.
وعند الحديث عن نشأة قصيدة النثر، ذكر أ. د. مسعود عمشوش أن قصيدة التفعيلة ظهرت كمرحلة انتقالية بين الشعر العمودي والشعر الحر، بينما قصيدة النثر تعد تطورًا لاحقًا يعكس تحرر الشعر من قيود القصيدة التقليدية. وقد نشأ هذا النوع من الإبداع في الأدب الفرنسي في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وكان من أبرز رواده شارل بودلير مؤلف (قصائد نثرية قصيرة). وفي نهاية القرن التاسع عشر، برز جيل من الشعراء الجدد في فرنسا مثل رامبو، وفيرلين، اللذين مارسا كتابة قصيدة التفعيلة أو الشعر الحر وقصيدة النثر.
وعلى مستوى الوطن العربي، ظهرت أولا قصيدة التفعيلة مقابل الشعر العمودي على يد أدباء مثل حسن بن عبيد الله والسياب ونازك الملائكة، وفي أربعينات القرن الماضي كتب لطفي جعفر أمان نصوصا قدمها بوصفها (شعرا منثورا)، ويمكن اعتبار تلك النصوص، التي تناولها بالدراسة الناقد المرحوم د. عبد المطلب جبر، بداية لقصيدة النثر في الجنوب.
وقد بلغت قصيدة النثر العربية مرحلة النضج على يد مجموعة من الشعراء العرب، من بينهم يوسف الخال، وأدونيس، وأنسي الحاج. وقامت مجلة (شعر)، التي تأسست في بيروت سنة 1957، بدور كبير في إبراز كتاباتهم وتطوير قصيدة النثر في الأدب العربي، وشكلت منبراً لنشر أعمال كثير من الشعراء الذين اختاروا الابتعاد عن الأشكال التقليدية للشعر العربي، وقدموا تجارب جديدة في الكتابة الشعرية والإبداعية بشكل عام.
وتعد المجلة نقطة تحول في تاريخ الأدب العربي، إذ أسهمت كثيرا، إلى جانب مجلة الآداب البيروتية، في نشر شعر الحداثة العربي بشكل عام. وقدمت مجلة (شعر) للشعراء فرصة لتجريب أساليب جديدة في الكتابة والتعبير.
وفي الجنوب، ذكر د. عمشوش أن هناك عددا من الشعراء الشباب الذين اختاروا كتابة قصيدة النثر في سبعينيات القرن الماضي، منهم مبارك سالمين وعبد الرحمن إبراهيم وشوقي شفيق . وبالنسبة للشاعر عمرو الإرياني فقد بزغ نجمه في الفعاليات الأدبية التي اتحاد الأدباء ينظمها في مطلع هذه الألفية. وكذلك في المهرجانات الشعرية التي نظمت في بلادنا وفي البحرين سنة ٢٠٠٩. وقد تميزت قصائده بتصويرها لكثير من مظاهر الحياة اليومية وتوظيفها لكثير من المفردات اليومية، وهو ما دفع د. عمشوش إلى مقارنتها بقصائد الشعراء السرياليين الفرنسيين الذين ركزوا في قصائدهم على تصوير كثير من مظاهر الحياة اليومية الحديثة.
بعد ذلك شرع عمرو الإرياني في الحديث عن تجربته مع قصيدة النثر.
…
من نص البهلوان 2 لعمرو الإرياني
سيشق صدرك البهلوان
ويستبدل قلبك بحرباء
ستشعر برغبة عارمة للقيء
فتقيأ كرات قيح
تفقس شيوخا ومرافقيهم
على صوالين تدهس وجهك الكادح
وتحمل ( بصائر ) موثقة عند قاض من النوع الثالث وكما وقفت مشعوذة المرآة سيقف ابن الشيخ يا بصيرة..يا بصيرة أهناك من يقول (جيد ولو من …)؟.. ستمنطق الشقلبة من يد تجفف الروث من أجل نار الخبز إلى نار تذيب الروث انتقاما من لقمة نظيفة.. فلا تتقزز. سيتعلم(الكلاشينكوفيون) كتابة( البروباجندات) وسيرتدون الكرافتة ويكفون عن أكل المكرونة بالسبابة والوسطى وسيقنعون بمسدسين مسدس ( للدونكيشوتيين ) رصاصه فشنك ومسدس يقتلون به من لم يمت .. فلتبتهج ولينشرح صمتك سيقام مهرجان لكأس أوروبا وللحوثي وستمرر الجرعة والغلاء وقانون المبيعات بسلام وسيعرض عليك نضال العسس بدءاً من أول تقرير بالخط ( الحميني)
حتى آخر أمر جاءهم بالإنترنت
الساخن الأبيض وباللغة الفصحى
وستحلق ال (F16)
على شفاه مشاهدي التلفاز
والسائرين على (كود الحشيش) *
إلى (شعب العيدروس) *
والمتجهين من ) حارة الأهر( *
إلى (قبة المتوكل) *
وفوق الذين ينبشون كل قمامة
عند الفجر سترا وسرا، ستحلق بحثا
عن فقراء
فلا تجد..
وستسأل
كم تبقى من البحر؟
وقد تخلط بين صلعة أحدهم
وأرض يتنازع عليها
لص كبير ولص صغير
مسعور ومسعور
بين هبل واللات والعزى.