قنا24 | جلال السعيدي
قراءة التاريخ مهمة جدا لنا في الجنوب، لأننا نعيش بذاكرة مثقلة بالندم والأسى والجراح، فمهما اعتقد طرف أنه سيسود على الأطراف الأخرى في لحظة معينة، فانما يقودنا جميعا إلى خسارة كل شيء ولسوف يتسرب من بين أيدينا كل ما تحقق من مكاسب على أيدي المخلصين.
يقول المستشرق الانجليزي #هرنشو: عن علم التاريخ بالسياسة : ” إن التاريخ عبارة عن سياسة الماضي ، وإن السياسة تاريخ الحاضر “..(1)..
التاريخ درس سياسي يجب تعلمه وفهمه وتقييمه وأخذ العبر منه، وتطوير الإيجابي ونبذ ما هو سلبي فيه، مع الأخذ بعين الاعتبار قيم التنوع الاجتماعي وخصائصه.. لذلك يعد التاريخ مستودع الخبرات ومرجع تصويب الحاضر وبناء المستقبل، على وفق هذه الأسس المهمة.
ما فائدة أن نرفع شعار وحدة الصف المجرد من أي معنى حقيقي وواقعي؟، في حين نكرس للانقسام عمليا ونفخخ المستقبل، بدلا من أن يجسد سلوكنا العمل الجماعي والتعاون المتبادل والمشاركة الشاملة، لضمان تخفيف عبء الماضي وإزالة كل أسباب الكراهية، التي دمرتنا وأعاقت وعينا، والتي يبدو أنها الآن تعاود النمو بشكل متسارع بين أوساطنا، في ظل واقع اتخم بممارسات الطيش والرعونة، التي ُتنكىء الذاكرة وتستحضر الغبن المنسي إلى الوجود مجدداً.
فمتى يندثر هذا الغباء الكامن لكي نستعيد ذاتنا المستغرقة في أعماق الإرث السيء ؟؟.
مرجع..
(1) هرنشو ، علم التاريخ ، ترجمة : عبد الحميد العبادي ، ( القاهرة : مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر ، 1937 م )