قنـا24 | الحديدة – متابعات
تواصل القيادات الحوثية انتهاج أسلوب التهديد والوعيد لتغطية التأزم الداخلي الذي تعيشه الجماعة في ظل تصاعد الاحتجاجات المطالبة بصرف المرتبات المنهوبة.
وعلى مقربة من مقر بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة “اونمها”، رد رئيس المجلس السياسي الحوثي مهدي المشاط على الدعوات التي أطلقتها البعثة بشأن وقف التصعيد من أجل إحلال السلام في الحديدة واستمرار استغلال اتفاق ستوكهولم في العسكرة وكافة أنواع الأعمال الاستفزازية.
القيادي الحوثي كان يتحدث في لقاء موسع لتدشين السياسة العامة الزراعية لسهل تهامة في محافظة الحديدة. موضحا أن ميليشياتهم أصبحت تمتلك قوة صاروخية قادرة على ضرب أي هدف في أي مدينة في الدول المجاورة وأي مكان في اليمن -في إشارة إلى المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
اعتراف المشاط يؤكد حقيقة استغلال الحديدة كمنصة للترويج لأعمال الميليشيات العدائية بدءا من التهديد بضرب الحركة الملاحية في البحر الأحمر والتصعيد البري أو الجوي من خلال المسيرات المفخخة.
التصريحات الحوثية جاءت لتؤكد حقيقة التقارير والمعلومات الاستخباراتية التي تحدثت عن تلقي الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية دعماً عسكرياً من إيران عن طريق ميناء الحديدة الذي أعيد فتحه دون أي تفتيش أو رقابة أممية.
وأشارت التقارير إلى أن إيران لا تزال تقدم دعماً عسكرياً سواء في جانب تعزيز المنظومة الصاروخية أو الطيران المسير، متحدية التحذيرات الدولية والأممية المتكررة بوقف هذه الأعمال العدائية التي تهدد أمن واستقرار اليمن والمنطقة.
هذا ليس الخطاب الأول الذي يتحدث فيه المشاط وسبقة زعيمه عبدالملك الحوثي عن التصعيد والوعيد لاستهداف مناطق دول الخليج أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية؛ إلا أنه يأتي ليؤكد الحالة الخطرة التي وصلت إليها الميليشيات وعمق أزماتها الداخلية التي تحاول الهروب منها في مقدمتها صرف المرتبات المنهوبة منذ 8 سنوات.
ولجأت القيادات الحوثية إلى تصوير أنّ هناك خطرا خارجيا على كيانهم الموالي لإيران، عبر الاستعدادات لشن حرب جديدة تحت مبرر رفض شروطهم التعجيزية بشأن إحلال السلام.
الحكومة اليمنية وعبر وزير إعلامها معمر الإرياني تؤكد أن تصريحات جماعة الحوثي، بإعادة تفجير الأوضاع عسكرياً، واستهداف الحكومة والشعب اليمني في المناطق المحررة، وتهديد أمن وسلامة الملاحة، محاولة مكشوفة لتصدير أزماتها الداخلية، والهروب من المطالب الشعبية في المناطق الخاضعة لسيطرتها خصوصا صرف المرتبات.
وطالب الأرياني المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي بإعادة تقييم طريقة التعاطي مع جماعة الحوثي، وممارسة ضغوط حقيقية على قياداتها لترك لغة السلاح والعنف، والتوقف عن استغلال حالة اللاحرب واللاسلم القائمة للترتيب لجولة جديدة من الحرب، والتعاطي بجدية مع جهود ودعوات التهدئة وإحلال السلام.
وأشار الأرياني إلى أن جماعة الحوثي تستغل حالة خفض التصعيد لحشد المزيد من المقاتلين وتجنيد الأطفال وتطوير ترسانتها من السلاح، وإجراء اختبارات للأسلحة.