(قنا24 – بلومبرغ)
تتعرض بورصات العملات المشفرة التي تربط المشترين والبائعين مباشرة – بلا وساطة من مؤسسات ثالثة كبنوك “وول ستريت”- لضغوط تحسين خدماتها، بعد انخفاض حصتها في السوق.
هذه البورصات التي يطلق عليها اسم “المنصات اللامركزية” تسهّل التداول عبر برامج حسابية تستند إلى تقنية “بلوكتشين” وتُعرف بالعقود الذكية، التي تسمح للمستخدمين بالاحتفاظ بالرموز بدلاً من إيداعها في مؤسسة وسيطة.
تَوقَّع مناصرو العملات المشفرة فترة ذهبية لمنصات التداول المباشر -من نظير إلى آخر- مثل “يوني سواب” (Uniswap) و”دي واي دي إكس” (dYdX)، وذلك بعد انهيار بورصة “إف تي إكس” (FTX) في نوفمبر الماضي، والذي هزّ الثقة بالمنصات المركزية التي تسيطر على الرموز المميزة.
معوقات استخدام المنصات اللامركزية
لكن هذا لم يتحقق، بل تراجعت أحجام التداول الفوري الشهرية في البورصات اللامركزية إلى 21 مليار دولار في يونيو المنصرم بانخفاض نسبته 76% عما كانت عليه يناير 2022، متجاوزة بذلك الانخفاض الذي سجله المنافسون المركزيون والبالغة نسبته 69% إلى 429 مليار دولار، وفقاً لبيانات “كايكو” (Kaiko).
كما انخفضت الحصة السوقية لمنصات التداول المباشر للأصول الرقمية إلى 5% من ذروة 2023 المسجلة في مارس، والبالغة 7%، وفقاً للبيانات.
تجذب المنصات اللامركزية هواة التشفير الذين لا يحبون نموذج الوساطة في مجال التمويل التقليدي. لكن غالباً ما تعوقها واجهات المستخدم الأكثر تعقيداً والسرعة الأبطأ في معالجة المعاملات والسيولة الأقل مقارنة بالمنصات المركزية الرئيسية مثل تلك التي تقدّمها “بينانس هولدينغز” و”كوين بيس غلوبال”.
يقول ريتشارد غالفين، المؤسس المشترك في “ديجيتال أسيت كابيتال مانجمنت” (Digital Asset Capital Management)، إن معظم المستثمرين المؤسَّسيين يجدون صعوبة أو استحالة في التداول على البورصات بلا وسيط، رغم أن “تصميماتها تتحسن باستمرار، كما أن هذه المنصات عموماً لا تتجاوز أعمارها 3 سنوات”.