القراءة الصوتية
قنا24 | بشار الثمادي
خير الرجال وصانعي الأمجاد اسماً اطلق عليهم، وبلغوا معناه حتى ذروته، بانجازات تقزمت أمامها أساطير المنظمات الغربية، احالوا ما يَعْدُ حُلماً للكثيرين منذ سنوات إلى حقيقة بأيام وجيزة، إذ كفروا بفكرة المستحيل مبكراً، وتمردوا عليها في الوقت الذي فيه طموحات المجتمع تقبع أسيرة أقْبِيَتها، ويعزو العقل الجمعي استحالت تحقيقها إلى شحت الإمكانيات وغياب الجهات الداعمة،
نجحوا في اشعال وعي العقل الجمعي بفتائل التوعية والتثقيف والوعظ والإرشاد ودأبوا عليها كنهج لإعادة صياغة المفاهيم الخاطئة في المجتمع حتى غدا محرراً من رواسب التخلف، وكل الإفكار العقيمة التي كانت تُصلِّب شرايينه، وتكبل طاقاته، وقدراته على النهوض من مستنقع التخلف، الذي ضل يرزح فيه لعقود، فضلاً عن تعزيز وحدة الصف وتضافر الجهود واحياء استماتت عزائم المجتمع التي حققها صانعي الأمجاد، ومثلت تحولاً كبيراً في تاريخ المجتمع، تلك الإنجازات التي برع في تحقيقها صانعي الأمجاد للمجتمع تعد مكاسب لا تفوقها مكاسب؛ إذ استعاضوا بها عن الصناديق الوطنية والدولية المتخصصة بدعم مشاريع البنية التحتية والطرق، في إنجاز المشروع الضخم المتمثل باعادة تأهيل طريق العسقي، والحفيرات، والكريف، عبر مبادرة مجتمعية عدّها الكثييرين كأكبر مبادرة على مستوى محافظة الضالع.
المشروع الكبير الذي انطلق عبر مبادرة مجتمعية اطلقتها إدارة رجال الخير وصانعي الأمجاد، فحظيت بدعم الكثير من رجال الخير، وتفاعل معها اغلب اهالي موعد حمادة والمناطق المجاورة لها، إذ انطلقت المبادرة بخطوات تعكس الرغبة في تخليص الأهالي من وعورة الطريق —التي تشكل الحلقة الأصعب ضمن سلسلة طويلة من المعانات يتجرعها الأهالي على مضض منذ عقود، في ظل صمت مخزي من السلطات المخولة بتوفير كل ما من شئنه تطبيع الحياة في مناطق كتلك، يفتقر قاطنيها لأدنى مقومات الحياة الكريمة— وبأمكانيات شحيحة اقتصرت على مساهمات رجال الخير، وبجهود ذاتية، اشرع الأهالي في خوض تلك المبادرة جنباً إلى جنب بروح معنوية عالية وتدافع منقطع النظير وسباق محموم على المشاركة بالعمل، وتقديم المال والوسائل اللزمة لسيران العمل، الأمر الذي دفع بالمبادرة نحو الأمام، حتى قطعت شوطاً كبيراً بالمشروع عبر ثلاث مراحل بلغ خلالها ما تم إنجازه، رصف وإعادة تأهيل مئآت المترات، ومازال المشاركون في المبادرة يبذلون جهود حثيثة واعمال دؤوبة في سبيل اتمام المراحل المتبقية من المشروع، متجاوزين كل التحديات بإرادة صلبة لا تلين، وعزيمة واصرار مُتَرَّعان بالحماس
تلك المبادرة المجتمعية تمخضت عنها إنجازات عظيمة، عبر مخاضات عسيرة غير ممزوجة بأدنى صراخ، وبدون أن تخضع لعملية قيصرية بِمِشْرط حكومي، وبذلك يكون المشاركون فيها قد ضربوا أروع الأمثلة الحية في الاعتماد على الذوات المتحدة المعززة بقوة اللُحمة المجتمعية في تحقيق النهضة والتنمية في المجتمعات، فضلاً عن نبذ الركون المفرط على الجهات الحكومية او المنظمات الغربية في حلحلة مشاكل المجتمعات الخدمية، او إنجاز مشاريع تنموية هادفه من شأنها تحسين الظروف المعيشية للمواطنين.