قنا24 || تقرير
التطورات تتسارع في البحر الأحمر وتبقي المجتمع الاقتصادي العالمي في حالة ترقب، فخلال أربعة أيام وقعت عدة سفن تحت نيران قوات صنعاء في طريقها إلى الموانئ الإسرائيلية متجاهلةً التحذيرات من المرور عبر مضيق باب المندب، رغم أن هيئة العمليات التجارية البريطانية UKMTO تحذر السفن باستمرار من المغامرة وتطالبها بالحذر عند العبور.
فمن السفينة النفطية النرويجية “ستريندا” يوم الثلاثاء، إلى سفينة الحاويات “ميرسيك جبرلاتر” الخميس، وصولاً إلى الجمعة باستهداف سفينتين ترفعان علم “ليبيريا” هما “إم إس سي ألانيا” و”إم إس سي بالاتيوم 3″، وذلك يُضاف لفقدان سفينة تجارية ثالثة هي السفينة “روين” التابعة للبحرية الإسبانية، ونُشر أنه تم اقتيادها من قبل “قراصنة” باتجاه #الصومال بعد الاستيلاء عليها في البحر العربي، حيث فقدت شركة “نافيبلغار” اتصالها بالسفينة التابعة لها.
استهداف السفينتين الأخيرتين من القوات البحرية التابعة لجيش صنعاء، دفع شركة الشحن البحري الألمانية “هاباغ لويد” إلى تعليق مؤقت لإبحار جميع سفنها عبر البحر الأحمر.
قرار الشركة جاء عقب قرار مماثل لشركة الشحن الدنماركية “ميرسك”، التي أوقفت جميع عمليات الشحن بالحاويات عبر البحر الأحمر حتى إشعار آخر، وقررت أن تسلك مساراً حول #أفريقيا، نتيجة تهديد سفينتها “ميرسك جبل طارق” الخميس ثم عملية الهجوم الجمعة.
وتقول وكالة بلومبيرغ إن قرار “ميرسك” من شأنه توسعة الرحلات لآلاف الأميال للإبحار حول #أفريقيا، ويعطل تدفقات الطاقة إذا جرى اعتماد تلك التغييرات على نطاق واسع في السوق.
وتقوم شركة “ميرسك” بتشغيل وإدارة 131 سفينة تابعة لشركات أخرى، وهي كيان منفصل عن شركة الحاويات العملاقة “إيه بي مولر ميرسك إي إس”، عملاق شحن الحاويات.
وبينما تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل قوات صنعاء بتهديد حركة الشحن الدولية، تقول قوات صنعاء إن الوجود العسكري الأمريكي والإسرائيلي والغربي المكثف في باب المندب والبحر الأحمر هو ما يهدد الملاحة البحرية الدولية، وتشير إلى أن عملياتها “الاستراتيجية” ومحاصرتها إسرائيل تأتي نصرة لقطاع غـ. زة ليتم إيقاف القصـ. ف وإدخال المساعدات.
آثار العمليات وإيقاف شحن الشركات
بسبب الهجمات المتصاعدة، يزداد النقص والتأخير في البضائع القادمة إلى إسرائيل من الجنوب، وتفيد بيانات الموانئ الإسرائيلية التي يتابعها مرصد بقش، بأن السفن تتأخر لأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، مما يؤدي للضغط على أسواق المواد الغذائية والكهربائية والإلكترونية، التي بدأت تنعطف نحو أوروبا كبديل للتوريد رغم ارتفاع الكلف.
وتضطر شركات الشحن إلى تحويل مسارات السفن، فعوضاً عن عبور البحر الأحمر ومن ثم قناة السويس المصرية، تلتف السفن حول رأس الرجاء الصالح، وتدخل عبر مضيق جبل طارق، وصولاً إلى مياه البحر المتوسط، مما يؤخر وصول السفن لمدة تتراوح بين 14 إلى 21 يوماً فأكثر.
ومع قرار الشركتين “ميرسك” و”هاباغ لويد” تعليق عمليات الشحن البحرية في البحر الأحمر، أكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية أن الأسواق الإسرائيلية أصبحت تواجه تزايداً في النقص والتأخير في البضائع القادمة من الشرق الأقصى، في أعقاب الهجمات في البحر على السفن المتجهة إلى إسرائيل.
وأبلغ مستوردو المواد الغذائية عن وجود نقص بالفعل، وأن سلاسل المنتجات الإلكترونية والكهربائية تتأخر، فيما يخشى تجار التجزئة من استغلال المستوردين للوضع لرفع الأسعار، حسب التقرير الإسرائيلي الذي اطلع عليه “بقش”.
وأوردت الصحيفة أن الشحن من الصين أصبح أقل أهمية، بينما جرى التوقف عن العمل من تركيا، وأصبحت أوروبا هي الوجهة المفضلة حالياً جراء هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر.
وذلك ما أشار إليه كبير الاقتصاديين في شركة BDO الإسرائيلية، تشين هرتزوغ، الذي قال إن توقف الشحن البحري من البحر الأحمر يعني إخراج إسرائيل من الشرق إلى الغرب، وهو قرار يتخطى منع وصول السفن إلى موانئ إسرائيل.
أما قرار شركة “ميرسك” الدنماركية الكبرى للشحن، فوفقاً لهرتزوغ، سيؤخر مواعيد تسليم الشحن البحري إلى إسرائيل لمدة شهر كامل، ويرفع تكاليف النقل.
ويبلغ حجم التجارة البحرية إلى الموانئ الإسرائيلية من شرق #آسيا نحو 22 مليار دولار، ما يعني خسائر جسيمة للتجارة الإسرائيلية، حسب تقديرات الشركة.
ويذكر موقع “كالكاليست” الإسرائيلي، أن قرار “ميرسك” بإيقاف الشحن المؤقت، إذا تم اتخاذه أيضاً من قبل شركات أخرى، فإن ذلك سيزيد من رفع تكاليف التأمين، وقد يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، بسبب تمديد رحلات الناقلات التي ستضطر إلى الإبحار حول أفريقيا، ما سينجم عنه زيادة في استهلاك الوقود.
وخلال الأسابيع المقبلة، سيكون هناك نقص كبير لدى شركات المنتجات المختلفة وأبرزها شركات المنتجات الغذائية والكهربائية، إذ إن كل شركة ليس لديها ما يكفي من المخزون ستكون في ورطة، وفقاً ليديعوت أحرونوت.
وبلغت واردات إسرائيل في عام 2022، وفق بيانات #البنك_الدولي 107.2 مليارات دولار، وتحظى الدول الآسيوية بأهمية كبيرة في ميزان التعاملات التجارية مع إسرائيل، وخصوصاً الصين وكوريا الجنوبية واليابان وفيتنام والفلبين.
والصين ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل بعد أمريكا، حسب المعلومات الرسمية الإسرائيلية، ففي عام 2022 بلغ حجم التبادل التجاري مع الصين قرابة 24.45 مليار دولار، بزيادة قدرها 11.6% عن العام السابق، وفقاً لصحيفة غلوبس الاقتصادية الإسرائيلية.
المصدر: Boqash