(قنا24 – خاص)
إن الشعور بالتوتر أمر طبيعي خصوصًا عند حدوث موقف مفاجئ يصعب التكيف والتأقلم معه، فمثلًا عند مواجهة تهديد أو موقف خطير يفرز الجسم مجموعة من الهرمونات والمواد الكيميائية للاستجابة للموقف، ولكن على المدى الطويل يمكن للتوتر أن يسبب ضررًا على الصحة الجسدية والنفسية. إن التوتر هو استجابتنا الجسدية والنفسية تجاه تحدي كبير أو خطر محتمل، ولكن في بعض الحالات وعند المرور بظروف شديدة مثل الحوادث والصدمات العاطفية الشديدة، قد يتطور ما يدعى بالتوتر الحاد أو التوتر المفاجئ بعد عدة أسابيع من الحادثة. ما هو التوتر الحاد أو المفاجئ؟ هو التوتر الذي يتطور بشكل تالٍ لحدث مهدد للحياة أو صدمة عاطفية شديدة أو تحدٍ كبير، وتشير كلمة حاد إلى ظهور أعراض التوتر بشكل سريع لكنها لا تدوم لفترة طويلة، يعد التوتر المفاجئ أكثر شيوعًا لدى النساء، ولا يسبب التوتر الحاد نفس أضرار التوتر المزمن، لأنه يسبب أعراضًا قصيرة الأمد تختفي مع زوال التوتر كالصداع والانزعاج البطني أو صعوبة التركيز بالإضافة إلى تذكر لمحات للحدث المسبب للتوتر، كما قد يسبب التوتر الحاد…
ونستعرض هنا عملية مؤلفة من ثلاث خطوات، يجري في غمارها، تحويل مشاعر القلق، إلى إجراءات عملية ملموسة، وتوجيه هذا الشعور في الاتجاه الصحيح، إذا لزم الأمر.
1 – حدد طبيعة القلق الذي يساورك
2 – استعرض في ذهنك قائمة بالخطوات التي يُحتمل أن تقوم بها للتعامل مع هذه المشكلة
3 – إذا كنت قد اتخذت كل التدابير الممكنة في هذا الصدد، فلتحاول أن تنغمس في إحدى الحالات العقلية التي تقلل التوتر، مثل “التدفق” و”اليقظة أو الوعي التام”.
ونبدأ بالحديث عن “التدفق”، وهي الحالة التي يعني مرور المرء بها، استيعابه بشكل كامل للتحديات ذات الخطورة المعتدلة التي تواجهه، وامتلاكه أدوات تتبع للتعرف على مدى التقدم الذي يحرزه على صعيد مواجهتها.
وتقول الباحثة سويني:
إن الانغماس في هذه الحالة، كان مفيدا بشكل خاص، على صعيد التعامل مع الضغوط المرتبطة بتفشي وباء كورونا. فقد أظهرت دراسة أوليّة أجرتها سويني وزملاؤها بشأن وضع الصحة العقلية للصينيين، الذين لم يكونوا قد خضعوا وقت إجراء البحث لقواعد الحجر الصحي بعد، أن الدخول في حالة “التدفق” هذه، ارتبط بتراجع شعور أفراد العينة بالوحدة، وكذلك بإقدامهم على مزيد من السلوكيات المعززة للصحة.