القراءة الصوتية
قنا24 | متابعات
أكد خبراء أن خريطة الطريق، الموضوعة في عام 2023، من أجل تحقيق السلام في اليمن، لم تعد صالحة ولا تتوافق مع المتغيرات في المنطقة.
وكان المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ، وضع أواخر العام 2023، خريطة طريق نحو تحقيق سلام شامل وإيقاف الحرب بصورة نهائية في كامل أنحاء البلاد.
ورغم البنود العريضة والعناوين التي تضمنتها تلك الخريطة، بيد أنه منذ ذلك الوقت جُمّد العمل بها بفعل التطورات في المنطقة وقرصنة الحوثيين لخطوط الملاحة الدولية.
الثابت والمتغير
ويقول المحل السياسي خالد سلمان: “لا شيء يبقى ثابتًا إلى الأبد، وفي السياسة هناك مواءمات بين الخط العام الثابت والحراك المتغير. إذا كان الثابت هو الذهاب للسلام أو استحسان حسم القوة فإن المتغير هو شروط إنجاز التسوية”.
وأوضح سلمان، في حديثه لـ”إرم نيوز”: “ما كان مطروحًا قبل عام من خريطة طريق تستند حيثياتها إلى موازين قوى، كان الحوثي متجذرا في ميادين القتال، لم يعد صالحا اليوم من حيث بنود التسوية ومزاياها واقتسام حصص الحكم”.
وأشار إلى “تلقي الحوثي ضربات موجعة، وذهاب الإقليم لفرض خريطة سياسية مغايرة، بعد إسقاط نظام بشار الأسد في سوريا وانحسار قوة حزب الله، ولجم جموح الجماعات العراقية بالضغط على سلطة بغداد”.
وأضاف سلمان: “مثل هذه التحولات تصيب جوهر التوازنات في العمق، وتقطع شريان تواصل الحوثي مع عمقه المذهبي العسكري، طهران، لذلك فإن طرح خريطة طريق ينبغي أن يستوعب حقيقة أن الحوثي لم يعد كما كان، تسليحاً وقوة وطرق إمداد لتهريب السلاح وموارد وقدرة على التمدد”.
وتابع: “إن هناك توجهًا دوليًا تدركه صنعاء جيدًا، يدرس اللجوء لخيار الحسم العسكري، وهو ما يمكن مشاهدته من انفتاح أمريكي بريطاني غربي على الحكومة الشرعية والانتقالية والكيانات ذات التشكيلات المسلحة”.
وذكر أن ذلك يطرح أكثر من احتمال، “إما إخراج الحوثي من المعادلة كليًا، أو إضعافه وإجباره على الجلوس حول طاولة مفاوضات، وبخريطة طريق لا يصوغها هو ولا يمتلك حق الاعتراض”.
وأكد سلمان: “في تقديري الشخصي، فإن خريطة طريق الأمس سقطت، ولابد من إعادة قراءة المشهد المتحرك بقواه المنسحبة وقواه الصاعدة”.
وأضاف: “لا بد من صياغة مشروع تسوية لا يعطي الحوثي أكثر مما يستحق، آخذا بالاعتبار أن الإبقاء على حل بشروط وتوازنات الماضي مكافأة مجانية للحوثي وجائزة لا يستحقها”.
وبدوره، يقول الباحث السياسي فؤاد مسعد: “على مدى 10 سنوات، أثبت الحوثيون عدم صلاحيتهم للتعامل المسؤول مع كل مبادرات وجهود السلام التي طرحت منذ العام 2014”.
وذكر مسعد، في حديثه لـ”إرم نيوز”، أن “مشكلة الحوثيين أنهم لا يجدون أنفسهم إلا في أجواء الحرب والعنف والصراعات المسلحة، وإذا استعرضنا كل جولات الحوار والتفاوض التي جمعت الحكومة الشرعية مع الحوثيين، فإننا نجد أنهم لا ينفذون ما يلتزمون به حتى لو جاءت الاتفاقات حسب رغبتهم ووفق مطالبهم”.
وأشار مسعد إلى أن الحوثيين “انقلبوا على نتائج مؤتمر الحوار الوطني بعدما وافقوا عليها، ثم انقلبوا على اتفاق السلم والشراكة رغم أنه تم بناؤه على مصالحهم. وكذلك جميع الاتفاقات التي وقعوا عليها سرعان ما ينقضونها”.
وأكد الباحث السياسي أن “هذا يقودنا إلى حقيقة واضحة، تؤكد أن خريطة الطريق التي استهلكت الوقت والجهد، باتت غير صالحة، إذ إن الحوثيين لا يتعاطون بجدية ومسؤولية مع أي رؤية أو مبادرة للسلام، وهم لا يعرفون إلا لغة الحرب”.