(قنا24 – بي بي سي)
نصح أطباء فرح نورفيرمان بمغادرة مسقط رأسها جاكارتا حفاظا على صحتها.
اعتادت فرح، البالغة من العمر 22 عاما، والتي تعاني من مرض الربو، ارتداء قناع وقائي وحمل عبوة استنشاق، بيد أن جودة الهواء في المدينة لا تساعدها على الشفاء.
وتصدرت العاصمة الإندونيسية جاكارتا، التي عانت لفترة طويلة من تلوث الهواء، مرتبة أكثر المدن تلوثا على خرائط التوضيح العالمية يوميا خلال الأسبوع الماضي.
حتى أن رئيس البلاد، جوكو ويدودو، أمر يوم الإثنين جميع موظفي الهيئات الحكومية بالعمل من المنزل بسبب تدهور جودة الهواء.
وشهدت جاكارتا، خلال الأسبوع الماضي، زيادة تركيز جزيئات التلوث العالقة في الهواء المعروفة باسم “بي إم 2.5” مقارنة بمدن أخرى شديدة التلوث مثل الرياض والدوحة ولاهور، وفقا لبيانات حديثة أعلنتها شركة تكنولوجيا جودة الهواء السويسرية “آي كيو إير”، المعنية بتصنيف التلوث في المدن الكبرى لحظيا كل يوم.
وتُصنف جاكارتا دوما من بين أكثر عشر مدن ملوثة على مستوى العالم منذ مايو/أيار، وتضم العاصمة والمنطقة المحيطة بها نحو 30 مليون شخص.
وتحمل فرح، التي تعمل متدربة في مستشفى تابع لوكالة تسويق، جهازا لقياس نسبة الأكسجين في الدم، لمتابعة حالتها الصحية بطريقة أفضل.
وقالت: “بالنسبة لمصابي الربو، حتى لو انخفضت مستويات الأكسجين قليلا، يمكنك أن تشعر بذلك بالفعل. ولا يتعلق الأمر بالضيق فحسب، بل إن صدري يؤلمني حقا، ويصعب التنفس”.
وأضافت: “الربو الذي أعاني منه شديد ووراثي أيضا. نصحني الأطباء بمغادرة جاكرتا، نصحوني بأن أغادر جاكارتا (إذا كنت تريدين التحسن، أو سيستمر الوضع هكذا)”.
وقالت فرح: “أنا متعبة للغاية لأنني عاجزة عن فعل أي شيء. ولكن هذا هو المكان الذي أعيش فيه. باستثناء ارتداء القناع، لا أملك فعل الكثير”.
وتنحي السلطات المحلية باللائمة في ارتفاع نسبة التلوث على موسم الجفاف وانبعاثات عوادم السيارات، وقالت إنها ستجري قريبا فحصا عشوائيا للسيارات وسوف تجبر السائقين على الخضوع لاختبارات كشف الانبعاثات.