سياسياً تعتبر الثورة تحول جوهري وجذري، يحركها عدم الرضى عن الواقع أو التطلع إلى وضع أفضل مما هو عليه، وعادة ما ترتبط الثورات بالسعي للتخلص من استعمار خارجي أو إسقاط نظام سياسي مستبد وظالم، يجعل من مصلحة استمراره أولوية على حساب مصلحة الشعب العليا.
وتعد الثورة نقطة تحول في حياة الشعوب والأمم، ومنجز تاريخي محل فخر واعتزاز، والاحتفال بها تجسيد للانتماء الوطني، والثبات على قيمها ومبادئها وأهدافها الخالدة ومشروعها الوطني الذي غايته تحقيق تطلعات الشعوب والأمم والنهوض بها على كافة الأصعدة.
وبعد هذا الاستعراض البسيطة نقف أمام نقطة التحول التي صنعها الأجداد من أبناء شعبنا الجنوبي، المتمثلة بثورة 14أكتوبر الجنوبية التحررية المجيدة التي حققت لشعبنا الاستقلال من الاستعمار وأسست لبناء الدولة الجنوبية العربية مع نظيرتها في جميع أنحاء العالم.
وهي الثورة التي مع مرور ذكراها الثانية والستون نعتز ونفتخر فيها ونترحم على أروح من ضحوا في سبيلها ونقف اجلالا لمن صنعوها، ويحق لكل أبناء شعبنا الاحتفال بها تجسيداً لذكراها الخالدة وقيمها وأهدافها النبيلة.
- وبما أننا بصدد ذكرى ثورة 14أكتوبر فإنه من الإيجابي أن لا نقف عند الاحتفال الشكلي بهذه الذكرى، ولكن من الضرورة دراسة وتقييم مسار الثورة وما تبعها من تجربة بناء الدولة في الجنوب بمختلف مراحلها منذ الاستقلال، وذلك لمعرفة مكامن القوة ونقاط الضعف، وذلك للاستفادة منها في المرحلة الراهنة التي يمر فيها الجنوب بثورة تحررية أخرى انطلقت مع الحراك السلمي الجنوبي ووصلت اليوم إلى مراحل متقدمة جداً، وما يتطلبه مستقبلها من استكمال استحقاق التحرير وبناء الدولة الجنوبية وفق أساس العدل، وبالاستفادة من أخطاء تجربة بناء دولة السابقة.
فتاح المحرمي
13 أكتوبر 2024م