قنا24 | متابعات
قال الكرملين امس الاثنين إن تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي أشار إلى أن تاجر الأسلحة الروسي فيكتور بوت كان يحاول التوسط في بيع أسلحة صغيرة لمسلحي جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران في اليمن يبدو مزيفا.
وأفادت الصحيفة بأن بوت الملقب بـ”تاجر الموت”، عاد مجددا إلى نشاطه بعد عامين تقريبا من خروجه من السجون الأميركية ضمن صفقة تبادل، ويعمل حاليا على إتمام صفقة أسلحة إلى الحوثيين في اليمن.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو تميل إلى تصنيف هذه القصة على أنها “مزيفة”.
وبدوره، نفى بوت الاثنين تقرير “وول ستريت جورنال” في تصريح لصحيفة آر.بي.سي” قائلا “المقال نُشر على ما يبدو ليتزامن مع عيد ميلاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الاثنين”، كما أشاد بما وصفها بالإنجازات العسكرية للحوثيين المتحالفين مع إيران.
وفي تقرير نشرته امس الاثنين ذكرت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن بوت “يحاول التوسط في صفقة أسلحة خفيفة” إلى المتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران، والتي تنفذ هجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
وتقول جماعة الحوثي إن هجماتها تأتي “لدعم الفلسطينيين” خلال حرب غزة، وتستهدف السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى إسرائيل، إلا أن معظم السفن التي حاولت استهدافها لا علاقة لها بإسرائيل.
وخرج بوت من السجن في ديسمبر 2022، ضمن صفقة تبادل سجناء، خرجت بموجبها أيضا نجمة كرة السلة الأميركية، بريتني غراينر، بعد أن أمضت 10 أشهر خلف القضبان في روسيا، إثر توقيفها في فبراير 2022، وإدانتها فيما بعد بتهريب المخدرات، وحكم عليها بالسجن 9 سنوات.
ومنذ إطلاق سراحه، انضم بوت إلى حزب يميني متطرف موالٍ للكرملين وفاز بمقعد في جمعية محلية في عام 2023، وذكرت “وول ستريت جورنال” أن دخوله إلى عالم السياسة، بدا وكأنه “طوى صفحة أيامه كسمسار أسلحة”.
لكن حينما زار وفد من الحوثيين موسكو في أغسطس، “للتفاوض على شراء أسلحة أوتوماتيكية بقيمة 10 ملايين دولار، واجهوا وجهًا مألوفًا: وهو بوت”، وفق مسؤول أمني أوروبي وأشخاص آخرين مطلعين على الأمر تحدثوا للصحيفة الأميركية.
ولم تتم عملية تسليم الأسلحة إلى الحوثي بعد، وجاءت بعد إعلان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مخاوفها من بيع صواريخ روسية مضادة للسفن أو الطائرات للحوثيين، مما يشكل تهديدا كبيرا لجهود الجيش الأميركي في حماية عمليات الشحن في البحر الأحمر من هجمات الجماعة المدعومة من إيران.
وكانت واشنطن تخشى تسليم روسيا تلك الأسلحة المتقدمة للحوثيين، كرد على دعم الولايات المتحدة لأوكرانيا، لكن لا دليل على إرسال الصواريخ حتى الآن، أو أن بوت متورط في تلك الصفقة.
وأوضح التقرير أن أول شحنتين في الغالب ستكونان عبارة عن بنادق “AK-74″، وهي نسخة مطورة من بندقية “AK-47” الهجومية.
لكن خلال رحلتهم إلى موسكو، ناقش ممثلو الحوثيين أيضًا أسلحة أخرى مع الجانب الروسي، بما في ذلك صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وأسلحة مضادة للطائرات، وفقًا لمسؤول أوروبي وآخرين مطلعين على الأمر.
وقالوا إن عمليات التسليم “قد تبدأ في هذا الشهر.. إذ ستصل إلى ميناء الحديدة تحت غطاء الإمدادات الغذائية، حيث تنفذ روسيا بالفعل عدة عمليات تسليم للحبوب”.
ويذكر أن بوت (56 عاما) كان يقضي فترة سجن لمدة 25 عامًا في الولايات المتحدة، بعد القبض عليه في تايلاند عام 2008، وإدانته عام 2011، باتهامات تشمل التآمر لقتل أميركيين، ودعم منظمة إرهابية.
ويُتهم بوت بأنه “استغل الفوضى المنتشرة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، ليشتري كميات من الأسلحة بأسعار متدنية من قواعد عسكرية غابت عنها السيطرة، قبل أن يقوم بتشكيل أسطوله الخاص من طائرات الشحن، لتسليم حمولاته عبر العالم”.
وعندما أُطلق سراح بوت في صفقة تبادل السجناء في ديسمبر 2022، وصف مسؤولو البيت الأبيض هذا القرار بأنه قرار صعب ولكنه السبيل الوحيد لإخراج غرينر من مستعمرة جزائية روسية. وأكدوا أن بوت قضى بالفعل 12 عامًا في السجون الأميركية.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان في ذلك الوقت إن الحكومة الأميركية أجرت تقييما للمخاطر التي قد تترتب على إطلاق سراح باوت قبل عملية التبادل وخلصت إلى أن هذه المخاطر مقبولة.
وقال سوليفان “نعتقد أننا قادرون على إدارة هذه التحديات، لكننا سنظل يقظين باستمرار ضد أي تهديد قد يشكله فيكتور بوت على الأميركيين، وعلى الولايات المتحدة في المستقبل”. وأضاف “أود فقط أن أشير إلى أنه لا يوجد نقص في تجار الأسلحة والمرتزقة في روسيا”.