قنا24 | متابعات
قالت دراسة حديثة، إن تزايد فرص العمليات التي يمكن أن تقوم بها إسرائيل تجاه قيادات الحوثيين، سيكون مرهونا بتحقيقها نجاحًا عسكريًّا على مليشيا حزب الله في لبنان، في ظلِّ تراجع إمكانية الاشتباك العسكري المباشر مع إيران، ومدى استمرار هجمات الحوثيين على اسرائيل ونوعيتها إن تمت.
كما ربطت الدراسة ذلك الأمر، بحدوث اشتباك واسع في المنطقة، حيث تعرَّضت البوارج الأمريكية لضرر مِن قبل الحوثيين، وكذلك الموقف الأمريكي من كل ذلك.
ورجحت الدراسة الصادرة عن مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، السبت، أن تمتدُّ الضربات إلى محاولة اغتيال قيادات عسكرية أو سياسية مِن الصفِّ الأوَّل أو الثاني لدى الحوثيين، وقد تصل إلى محاولة اغتيال زعيم الجماعة، في حال تعرَّضت مصالح إسرائيل لأضرار جسيمة نتيجة هجمات الحوثيين.
وأضافت أنَّ إمكانية توجية ضربات انتقامية من اسرائيل تجاة الحوثيين، ستكون في حدها الأدنى، في حال حدوث تعاف نسبي لـ”حزب الله” وانغماس إسرائيل في حرب استنزاف جنوبي لبنان، إضافة إلى الحرب الدائرة في غزَّة، وفي حال تصعيد جدِّي مِن قبل إيران وانخراطها في ضربات متبادلة مع إسرائيل، وتراجع الهجمات التي يقوم بها الحوثيون، ومحدودية الأضرار التي يمكن أن تنجم عنها.
وبينت، أنه في إذا حدثت ضربات فإنَّها ستبقى في مستوى المصالح الاقتصادية التي تحدث صدى إعلاميًّا، على غرار الضربتين السابقتين اللتين تعرَّضت لهما مدينة الحديدة.
وأوضحت أنه من الصعب توفر بنك أهداف مهمَّة لإسرائيل تجاه الحوثيين، لاعتبارات، طبيعة الجغرافيا: باستثناء سهل تهامة، حيث تتميَّز الجغرافيا في مناطق سيطرة الحوثيين بالمرتفعات والشعاب والوديان، ما يجعل إخفاء منصَّات إطلاق الصواريخ والطائرات والرادارات أمرًا متيسِّرًا.
كما أنَّ عملية الرصد ستكون مكلفة، وغالبًا ما تكون الطائرات المسيَّرة المكلَّفة بالرصد عرضة للاستهداف وإمكانية الإسقاط.
والتركيبة العسكرية للحوثيين، هي أقرب إلى الميلشيا مِنها إلى الجيش النظامي، وهي لذلك تتحرَّك عبر مجموعات صغيرة، كما أنَّ القيادات الحوثية التي نشأت بين أشكال مختلفة مِن الحروب تمتلك حسًّا أمنيًّا عاليًا.
وكذلك التحوُّط الحوثي، حيث تشير التقارير إلى أنَّ قيادة الحوثيين أصبحت -بعد مقتل حسن نصر الله- أكثر تحوُّطًا، وباتت تتَّبع إجراءات أمنية أكثر تشدُّدًا، خاصَّة القيادات التي يظنُّ أنَّها ستكون هدفًا لضربات إسرائيلية، وفي مقدِّمتها زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي.
كما أن سبع سنوات مِن الحرب لم تبق الكثير مِن الأهداف التي يمكن تدميرها، فقد تعرَّضت المعسكرات والكثير مِن الأهداف العسكرية لقصف كثيف استمرَّ لما يقرب مِن سبع سنوات، إلى جانب القصف الذي قامت به الولايات المتَّحدة وبريطانيا، والذي يمكن أن يكون بديلًا عن القصف الإسرائيلي المباشر.
كذلك، لبُعد المسافة الجغرافية، فاليمن ليست بالقرب مِن إسرائيل كما هو حال غزَّة وجنوب لبنان، وتفصلها عنها مسافة تزيد عن (2,000) كم، وبالتالي فإنَّ عملية الهجوم ستكون أكثر تعقيدًا، لأنَّ الطائرات المهاجمة بحاجة إلى طائرات أخرى مصاحبة لتزويدها بالوقود.
كما أنها بحاجة كذلك إلى إشعار البوارج الأمريكية والغربية أثناء عبورها مِن البحر الأحمر لمنع حدوث اشتباك خاطئ؛ فضلًا عن ذلك بالإمكان رصدها قبل أن تصل إلى اليمن.
ووفق الدراسة، فقد لوحظ أنَّ إسرائيل اقتصرت في الضربتين التيين وجَّهتهما لمناطق سيطرة جماعة الحوثي على مهاجمة منشآت اقتصادية في ميناء الحديدة، وبالقرب مِنه، نظرًا لسهولة هذه الأهداف، ولما يترتَّب على ضربها مِن أثر إعلامي ونفسي، فمعظمها منشآت لتخزين النفط.
وغالبًا ما يؤدِّي ضرب منشآت تخزين النفط إلى اشتعال نيران كثيفة تستمرُّ لوقت طويل، وهو يتوافق مع رغبة إسرائيل لمثل هكذا مشهد يظهرها وكأنَّها قامت بانتقام مدمِّر ورادع.