قنا24 | عبداللاه سُميح
يرى محللون سياسيون ومسؤولون يمنيون، أن دعوة الحوثيين للاستعجال في إحلال السلام في البلاد “ليست صادقة”، وذلك بعد أن دعت الميليشيا المجتمع الدولي للمساعدة على إنهاء الأزمة التي تشهدها البلاد.
وطالب رئيس ما يسمّى بـ”المجلس السياسي الأعلى” التابع للحوثيين، مهدي المشاط، خلال مناسبتين متتاليتين، بتسريع عملية السلام، وإنهاء حالة “اللا حرب واللا سلم” التي يشهدها اليمن طوال أكثر من عامين، عقب انطلاق الهدنة الأممية.
وتأتي دعوات الحوثيين متزامنة مع الحراك السياسي الذي يجريه مجلس القيادة الرئاسي، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، للتباحث بشأن “إستراتيجية جديدة” لردع ميليشيا الحوثي، وإيقاف هجماتها ضد السفن التجارية، ودفعها نحو التعاطي الجاد مع الجهود الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سياسية شاملة برعاية أممية.
مناورة وتناقض
ويرى وكيل وزارة الإعلام لدى الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، الدكتور نجيب غلاب، أن “الحوثيين يبحثون، اليوم، عن سلام يقدم لهم الحوافز المالية كالرواتب، لكن في الوقت نفسه يريدون استمرار حربهم الإقليمية، ويسعون إلى استكمال مشروعهم الداخلي”.
وقال غلاب لـ”إرم نيوز”، إن “دعوات الحوثيين الأخيرة، ليست صادقة، وهي نوع من أنواع المناورة، وجزء من إدارتهم للصراع، لأن السلام والشراكة يناقضان عقيدتهم السياسية والمذهبية والطائفية العنصرية، التي تقوم على مفهوم الولاية كأصل للدولة، والمجتمع، والدين، والثقافة”.
وأشار إلى أن “طبيعة ميليشيا الحوثي وتركيبتها، ترى أن الشراكة مع القوى الوطنية، تعارض عقيدتها وتزعزع قوائمها، وأن الحرب هي الطريق الوحيد الذي يثبّت أركانها”.
وأضاف، أن “هذه المسألة غير ممكنة بالنسبة للحركة الوطنية ولعامة اليمنيين، لأن سياسة الحوثيين ومطالبهم وشروطهم لا تنتج إلا الحرب، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي”.
وأكد أن “اليمنيين وقواهم الوطنية ليس لديهم مشكلة في الشراكة مع الحوثيين للوصول إلى حل، لكن في ظل دولة وطنية جامعة تحيّد السلاح، وتنهي فكرة توظيف الحالة الدينية ضمن أدوات الصراع في العمل السياسي”.
استعجال المكاسب
وتقول ميليشيا الحوثي، إن هجماتها العسكرية ضد السفن في ممرات الملاحة البحرية “منفصلة” عن أي محادثات بشأن الحرب في اليمن، في حين تشير الحكومة اليمنية إلى أن التصعيد الحوثي “أوقف جهود السلام حتى الآن”.
ويعتقد المحلل السياسي، الدكتور ياسر اليافعي، أن “توقيع اتفاق السلام عبر خريطة الطريق بالنسبة للحوثيين، يمثّل مكسبًا سياسيًا وعسكريًا كبيرًا، من خلال إسهامه في تكريس سيطرتهم على المناطق الخاضعة لهم كأمر واقع، كما يعني عمليًا إنهاء القرارات الدولية الصادرة ضدهم، بما في ذلك القرار 2216”.
وقال لـ”إرم نيوز”، إن “الحوثيين يرون في اتفاق خريطة الطريق الذي حُدِّد معالمه أواخر العام الماضي انفراجة اقتصادية لهم، خاصة في ظل مواجهتهم ضغوطًا شعبية نتيجة التدهور المعيشي، وعدم دفع الرواتب في مناطق سيطرتهم، وبالتالي يسعون إلى تحقيق هذا الهدف بأسرع وقت ممكن”.
ولا يستبعد اليافعي ارتباط دعوات الحوثيين للسلام “بتأثيرات الأوضاع الإقليمية الجارية، خاصة أن الميليشيا تدرك ما يحدث في لبنان في ظل تراجع الدعم الإيراني لحزب الله، وهو الأمر الذي قد ينعكس سلبًا عليهم، ما يزيد مخاوفهم من فقدان الدعم الإيراني المباشر”.
إرم نيوز