قنا24 | مازن الشعبي
في قلب سريلانكا، حيث يعانق الجبل السماء بقمته الشامخة، تقع قمة سرانديب، التي يُعتقد أنها شهدت أولى خطوات الإنسان على الأرض. هذه القمة، التي تُعرف بـ “قمة آدم”، تحمل في طياتها حكاية عظيمة من الزمن البعيد، إذ يقال إن سيدنا آدم عليه السلام نزل من الجنة إلى الأرض عبر هذا المكان.
تبدأ الحكاية عندما قال الله للملائكة: “إني جاعل في الأرض خليفة”، فتعجبت الملائكة وقالت: “أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك”. ولكن الله، الذي يعلم ما لا تعلمون، رد قائلاً: “إني أعلم ما لا تعلمون”.
في ذلك الوقت، وفي مشهد يجللنا بالرهبة والتأمل، نزل سيدنا آدم إلى الأرض، وكان قدمه الأولى على قمة الجبل بينما القدم الثانية على البحر المجاور. يشير هذا إلى لحظة ذات رمزية عميقة، حيث كان آدم عليه السلام يعبر بين عالمين، عالم السماء وعالم الأرض.
كان إبليس، الذي رفض السجود لآدم، بداية الصراع بين الخير والشر. إذ قال إبليس: “أنا خير منه، خلقتني من نار وخلقته من طين”، وتكبر متمردًا على أمر الله. ومع هذه النتيجة، كان آدم وحواء عليهما السلام في الجنة، يتلذذان بخيراتها حتى أغراهما إبليس بشجرة الخلد، ما أدى إلى أكلهما منها، وكان العقاب أن هبطا إلى الأرض.
وبعد الهبوط، وُجدت آثار أقدام سيدنا آدم على قمة الجبل في سريلانكا، والتي تُعرف بقدم آدم. تُقدّر هذه الآثار بواقع 11 شبرًا لكل قدم، وتُروى قصص عن بقايا ورق الجنة التي قيل إنها سقطت على الأرض، وأثرت في البيئة الخصبة في سريلانكا، حيث يُعتقد أن الظباء قد أكلت منها، ليظهر المسك في فضلاتها.
وفي روايات أخرى، يُقال إن سيدنا آدم كان طويل القامة لدرجة أن رأسه كان يلمس السحاب، وأنه أصيب بالصلع، الذي ورثته ذريته.
هذه الحكايات، التي ينقلها لنا الزمن من قلب سريلانكا، تذكرنا بالروابط العميقة بين السماء والأرض، وتجعلنا نتأمل في البدايات الأولى لهذا العالم.
#حكاياتيوميةلاتجدهاإلامعمازن_الشعبي